† jos † مشرف عام
عدد المشاركات : 3470 العمر : 44 البلد : قنا تاريخ التسجيل : 19/08/2007
| موضوع: وأكون أنا فيهم (يو26:17) بقلم قداسة البابا شنودة الإثنين أكتوبر 01, 2007 6:06 pm | |
| هناك عبارات خفيفة مثل أن يكون الرب معنا أو في وسطنا.كقول الرب ها أنا معكم كل الأيام وإلي انقضاء الدهر (مت28:20).أو قوله للص التائب اليوم تكون معي في الفردوس (لو23:43).أو قوله حيثما اجتمع اثنان أو ثلاثة باسمي,فهناك أكون في وسطهم (مت18:20) أو قول داود النبي جعلت الرب أمامي في كل حين,لأنه عن يميني فلا أتزعزع (مز16:8). كلها معان بسيطة:الرب معنا,أمامنا,في وسطنا,عن يميننا..لكن ما معني قوله عرفتهم اسمك,وسأعرفهم,ليكون فيهم الحب الذي أحببتني به,وأكون أنا فيهم (يو17:26). ما معني يكون فينا؟ وإلي جوار (يو17:26) يقول للآب:أنا فيهم,وأنت في,ليكونوا مكملين إلي واحد (يو17:23) فيكونوا هم أيضا واحدا فينا (يو17:21).ويقول أيضا ..تعلمون أني في أبي,وأنتم في وأنا فيكم (يو14:20).ويقول بولس الرسول لأحيا لا أنا,بل المسيح يحيا في (غل2:20). هل يكون فينا بالإيمان؟كما يقول الرسول لأنكم جميعا الذين اعتمدتم بالمسيح,قد لبستم المسيح (غل3:27).أم يكون فينا بالحب ؟ كقوله:ليكون فيهم الحب الذي أحببتني به,وأكون أنا فيهم (يو17:26).أم أنه يكون فينا بالتوبة؟كقوله أنا واقف علي الباب (باب قلوبكم) وأقرع..إن فتح أحد لي,أدخل إليه واتعشي معه وهو معي (رؤ3:20).أم يكون فينا بالتناول؟حسب قوله من يأكل جسدي ويشرب دمي,يثبت في,وأنا فيه (يو6:56). المسيح يكون فينا,أي يكون في قلوبنا,في أفكارنا,في حياتنا. علي أني لا أريد أن أفكر في هذا الموضوع وحدي.فلنتأمل فيه معا.ولكن ما معني الثبات المتبادل الذي ذكره في (يو6:56)؟ الثبات المتبادل: يثبت في,وأنا فيه (يو6:56).جائز هو يثبت فيك,ولكن أنت تتخلي عنه.فالمهم إذن أن تثبت فيه.وقد أعطانا مثلا بالغصن الذي يثبت في الكرمة,فيعطي ثمرا (يو5:6,5).والغصن الذي لا يثبت فيه,يجف ويطرح خارجا أو يحرق.. فما معني الثبات فيه؟وكيف نصل إلي ذلك؟ هل بالتناول فقط؟إنه يقول عن الثبات أثبتوا في محبتي إن حفظتم وصاياي,تثبتون في محبتي (يو15:10,9).ويقول الرسول:من قال إنه ثابت فيه,ينبغي كما سلك ذاك,أن يسلك هو أيضا (1يو2:6). والثبات فيه يعني الثبات في الآب أيضا,بل في الثالوث القدوس. كما قال عنه وعن الآب إن أحبني أحد يحفظ كلامي,ويحبه أبي.وإليه نأتي.وعنده نصنع منزلا (يو14:23) كما قال عن الروح القدس إنه ماكث معكم,وهو فيكم (يو14:17). إذن هذا الشخص القديس يكون مسكنا للثالوث القدوس... ومادام الروح القدس هو روح الآب وروح الابن,ومادمنا هياكل للروح القدس,وروح الله يسكن فينا (1كو3:16) (1كو6:19),إذن المسيح يكون فينا بروحه القدوس. وعبارة أكون فيهم تعني:أكون فيهم بقوتي,وبنعمتي,وبروحي القدوس,وبعملي فيهم. يكون فينا بروحه: حتي في العهد القديم قيل عن يوسف الصديق إنه رجل فيه روح الله (تك41:38).ونحن في العهد الجديد يسكن فينا الروح القدس بمسحة الميرون المقدسة التي ذكرها يوحنا الرسول في (1يو2:27,20).وكان الروح القدس يأخذه المؤمنون في أول العصر الرسولي بوضع أيدي الرسل.كما حدث في السامرة (أع8:17) وفي أفسس (أع19:6). قيل في القديم إن روح الله كان يحرك شمشون (قض13:25).كما كان يحرك الرسل أيضا.فهل أنت أيضا يحركك روح الله؟يحركك نحو مشيئة الله.وتصير بذلك شريكا للروح القدس,يعمل فيك وبك..أم أنت لا تدخل في شركة الروح القدس (2كو13:4).وإن عمل فيك روح الله,تحزن الروح,وتطفئ الروح,وتقاوم الروح؟! السيد المسيح يعمل فيك بروحه.ولأنه روح الحق (يو15:26),لذلك فهو يرشدك إلي كل الحق (يو16:7) ويذكرك بكل ما قاله الرب (يو14:26).ويتكلم علي لسانك (مت10:20).ويبكتك علي خطية (يو16:8) وهو أيضا يمنحك قوة,كما وعد الرب قائلا لكنكم ستنالون قوة متي حل الروح القدس عليكم.وحينئذ تكونون لي شهودا... (أع1:8).وفي الكهنوت يمنح الروح القدس سلطانا لمغفرة الخطايا (يو20:23).وما أكثر مواهب الروح القدس وعمله في المؤمنين قاسما لكل واحد بمفرده كما يشاء (1كو12:11). فهل تشعر بالسيد المسيح,يعمل فيك بروحه القدوس؟وهل تشترك في العمل معه وقد قال بدوني لا تقدرون أن تعملوا شيئا (يو15:5). أم أنت تقف منفردا,لا تشعر بالرب فيك,ولا بروحه؟! إنه كما يكون فيك بروحه,يكون فيك أيضا بنعمته. يكون فينا بنعمته: أكثر من كان فيهم بنعمته السيدة العذراء,فكانت ممتلئة نعمة (لو1:28).والآباء الرسل كان فيهم أيضا بنعمته.لذلك قيل عنهم وبقوة عظيمة كان الرسل يؤدون الشهادة بقيامة الرب يسوع.ونعمة عظيمة كانت عند جميعهم (أع4:33).والقديس بولس الرسول يقول:ولكن بنعمة الله أنا ما أنا.ونعمته المعطاة لي لم تكن باطلة.بل أنا تعبت أكثر من جميعهم.ولكن لا أنا بل نعمة الله التي معي (1كو15:10). القديس بولس الرسول كان مريضا,ويشكو من شوكة في الجسد.وقد تضرع إلي الله ثلاث مرات ليشفيه من تلك الشوكة.فأجابه تكفيك نعمتي (2كو12:9).وبهذه النعمة قد تعب في الخدمة أكثر من جميع الرسل. وقد قال القديس بولس لتلميذه تيموثاوس الأسقف تقو أنت يا ابني بالنعمة التي في المسيح يسوع (2تي2:1).هذا الذي هو مملوء نعمة وحقا (يو1:11).ونأخذ منه نعمة فوق نعمة (يو1:16),لأن النعمة والحق بيسوع المسيح صارا (يو1:17). وهكذا نجد الآباء الرسل يهتمون بهذه النعمة التي في المسيح يسوع: فنجد غالبية رسائل بولس الرسول تبدأ بعبارة نعمة وسلام لكم من الله أبينا وربنا يسوع المسيح (غل1:3) (أف1:2) (في1:2) (كو1:2).(1تس1:2) (2تس1:2) (1كو1:3) (2كو1:3). وكثيرا ما تنتهي الرسائل بنفس العبارة تقريبا:نعمة الرب يسوع المسيح معكم (1كو16:23) نعمة ربنا يسوع المسيح مع روحكم (غل6:18).نعمة ربنا يسوع المسيح مع جميعكم (في4:23) (2تس3:18). وهذه النعمة نجدها في البركة الختامية لكل اجتماع (2كو13:14). فهل تشعر بنعمة الرب في حياتك,وفي خدمتك,وفي كل كلمة تلفظها؟إذن المسيح فيك بنعمته.وأيضا: المسيح فينا بعمله: هذا الذي قيل عنه في (في2:13). الله هو العامل فيكم,أن تريدوا وأن تعملوا,لأجل المسرة. مجرد إرادتك الطيبة في أن تعمل الخير,دليل علي أن المسيح فيك.وكونك تعمل الخير,دليل علي أنه فيك أيضا.لأنه هو القائل:بدوني لا تقدرون أن تعملوا شيئا (يو15:5). فإن كان الرب فيك يعمل لأجلك ولأجل ملكوته,فيجب عليك أن تعمل أنت أيضا معه.كما قال القديس بولس عن نفسه وعن شريكه أبولس نحن عاملان مع الله (1كو3:9). كذلك قيل عن الآباء الرسل أما هم فخرجوا وكرزوا في كل مكان,والرب يعمل معهم,ويثبت الكلام بالآيات.. (مر16:20). وعمل الرب فيك,يعني أيضا عمل روحه القدوس فيك: كما قيل وأنواع أعمال موجودة,ولكن الله واحد الذي يعمل الكل في الكل (1كو12:6).وهذه كلها يعملها الروح الواحد بعينه,قاسما لكل واحد بمفرده كما يشاء (1كو12:11). وقد قال بولس الرسول في رسالته إلي أهل كولوسي عن عمله في الخدمة:..لكي نحضر كل إنسان كاملا في المسيح يسوع.الأمر الذي لأجله أتعب أيضا مجاهدا,بحسب عمله الذي يعمل في بقوة (كو1:29).إذن جهاده هو حسب عمل المسيح فيه بقوة. هو فيك,ويعمل.المهم أنك لا تعطل عمله,بل تعمل معه. نعم,لا تعطل عمله فيك بإرادتك الخاطئة,وبشهوات العالم التي فيك التي تشتهي الظلام.استمع إذن إلي تلك العبارة الجميلة في إنجيل يوحنا:وأما من يفعل الحق,فيقبل إلي النور,لكي تظهر أعماله أنها بالله معمولة (يو3:21). ما أعجب هذه العبارة:تظهر أعماله أنها بالله معمولة! ولكي تكون أعمالك بالله معمولة,أدخل معه في حياة التسليم,مثل قطعة الطين التي تسلم ذاتها في يدي الفخاري العظيم,يعمل بها كما يشاء.وبحكمته سيجعلها آنية للكرامة (رو9:21).كما قيل عن يوسف الصديق إن الرب كان معه.وكل ما كان يفعله,كان الرب ينجحه بيده (تك39:33,3). حقا إن الرب يمكنه أن يعمل فينا أعمالا عظيمة كما في المزمور عظم الرب الصنيع معنا,فصرنا فرحين (مز126:3). هل أنت إذن تعمل وحدك؟أم الله هو الذي يعمل فيك؟ ومادمت بدونه لا تقدر أن تعمل شيئا (يو15:5),إذن كل أعمال الخير التي تعملها,هي بالله معمولة.هو فيك يعمل الكل,لأجل المسرة. الله يعمل الكل فيك,ولكن يعمل الكل بك,ومعك. فلا تفتخر كأنك أنت الذي عملت الكل!متناسيا أو متجاهلا عمل الله,كأن الله ليس فيك!وكأنه لا يعمل فيك!وكأنك لم تقرأ قول المزمور:إن لم يبن الرب البيت,فباطلا تعب البناءون (مز127:1). حقا,إن الله فيك يعمل,يعمل بنعمته,ويعمل بروحه القدوس.ويعمل بقوة,بقدر حياة التسليم التي تحياها. وإن كان الله فيك,يعمل بك ومعك.وإن كنت تقول مع الرسول:أحيا لا أنا,بل المسيح يحيا في فماذا تكون النتيجة؟ ما هي علامات حياة المسيح فيك؟ أول علامة:أن تكون لك الحياة الحقيقية,كقول الرسول: لي الحياة هي المسيح (أف1:21). نعم,لأن الكتاب قال عنه فيه كانت الحياة,والحياة كانت نورا للناس (يو1:4).وهو قال عن نفسه أنا هو الطريق والحق والحياة (يو14:6).وقال أنا هو القيامة والحياة (يو11:25). إن كان المسيح فيك,فأنت حي.وإلا,فأنت ميت. كما قيل:إن لك اسما أنك حي,وأنت ميت (رؤ3:1). لننظر إذن إلي أنفسنا ونسأل:أحقا نحن أحياء؟! وإن كنت حيا بحياة المسيح فيك,فحينئذ تكون لك المشيئة الإلهية,ويكون لك فكر المسيح,كما قال الرسول: وأما نحن,فلنا فكر المسيح (1كو2:16). فكرك الخاص إذن,اطرحه خارجا,واسأل نفسك عن كل فكر يجول بذهنك:هل فكري هذا هو فكر المسيح؟ فلنحرص إذن أن تكون أفكارنا مقدسة تليق بمن يحيا المسيح فيهم.وماذا إذن عن كونه فينا؟ المسيح هو النور الحقيقي (يو1:9).إن كان فيك تكون منيرا. فقد قيل عن الذين استنيروا مرة إنهم ذاقوا الموهبة السمائية,وصاروا شركاء الروح القدس,وذاقوا كلمة الله الصالحة وقوات الدهر الآتي (عب6:5,4).ولكن -بعد هذه الاستنارة- أحذر أن تسقط,وتحب الظلمة أكثر من النور (يو3:19). الله نور,ونحن أبناؤه.لذلك تسمينا الكنيسة أبناء النور.وتقول لنا قوموا يا بني النور,لنسبح رب القوات.. مادام النور فيك,فهل أفكارك نيرة؟وهل كلماتك نيرة. إن كان النور فيك,لا تشترك في أعمال الظلمة (أف5:11),لأنه لا شركة للنور مع الظلمة (2كو6:14). وإن كان الرب فيك,وأنت ثابت فيه كالغصن في الكرمة: إذن تسري فيك عصارة الكرمة,ويكون لك الغذاء الروحي باستمرار. هذا الذي إذا انقطع عنك,تنقطع عنك الحياة,وتجف وتطرح خارجا (يو15:6).بل بثباتك في الكرمة,تصبح باستمرار عضوا في جسد المسيح,إن تألمت تتألم معك باقي الأعضاء. وإن كنت ثابتا كالغصن في الكرمة,تعود لك صورتك الإلهية. وإن كان المسيح فيك,تكون لك القوة,لأنه مصدرها. له القوة والمجد (رؤ5:12) كما نسبحه في أيام البصخة المقدسة.وكما نقول له في ختام الصلاة الربية (مت6:13). فإن كان المسيح فينا,نكون أقوياء,لا نضعف أمام أية خطية,ولا تنتصر علينا الأرواح الشريرة.أما إن ضعفنا أمام الشيطان وجنوده,فهذا اعتراف عملي منا أن المسيح ليس فينا!وأننا لسنا فيه... وإن كان الله فينا,تكون فينا المحبة. لأن الله محبة,ومن يثبت في المحبة,يثبت في الله,والله فيه (1يو4:16).وبهذه المحبة يطرح الخوف إلي خارج (1يو4:18). هذه علامة سكني الله فيك,أن يسكن فيك الحب نحو الله ونحو الناس.تحب الله من كل قلبك,وتحب قريبك كنفسك (مت22:17-19).وعبارة أنا أكون فيهم تعني أيضا أن يكون الحب فيهم (يو17:26),لأنه -كما يقول الرسول:إن كنت لا تحب أخاك الذي تراه,فكيف تحب الله الذي لا تراه؟! (1يو4:20). والذي فيه المسيح,يكون فيه البر. وكما يقول الرسول:إن علمتم أنه بار هو,فاعلموا أن كل من يفعل البر مولود منه (1يو2:29). إذن عبارة المسيح يحيا فينا ونحن فيه لها مدلولاتها العملية.لا نحفظها نظريا كمجرد آية من الكتاب,إنما نحياها.
| |
|