كان يوحنا وابن عمه سمعان من شبرا ملس، وكانت والدة يوحنا عاقرًا، فداوم والده على الصلاة إلى الرب أن يعطيه ولدًا يقدمه نذرًا له. فرأى في رؤيا كأن القديس يوحنا المعمدان يُعلِمه أن الرب سيعطيه ولدًا. فلما رُزِق بهذا القديس سماه يوحنا وبنى كنيسة على إسم القديس يوحنا المعمدان.
كَبُرَ الصبي ولما صار له من العمر إحدى عشر سنة كلفه والده برعاية غنمه، فكان يوزع غذاءه على الرعاة ويبقى هو صائمًا طول يومه. ولما علم والده بذلك ذهب إليه ليتحقق هذا الأمر. فلما رآه خاف أن يضربه وهمّ بالهروب، فطمأنه والده ثم سأله عن غذائه فأجابه: "إنه في الخُص"، فلما دخل والده وجد المقطف ملآن خبزًا، فعاد وأعلم والدته بذلك وفرحا بالنعمة التي شملت ولدهما، ومنعاه من رعاية الغنم وسلّماه لمن علمه كتب الكنيسة.
القس الشهيد
لما بلغ من العمر ثمانية عشر سنة رسموه قسًا، أما سمعان ابن عمه فكان أيضًا يرعى غنم أبيه، فترك ذلك وتتلمذ لهذا القديس. وقد أجرى الله على يديّ القديس يوحنا آيات كثيرة. ولما أثار دقلديانوس عبادة الأوثان ذهب القديسان يوحنا وسمعان إلى الإسكندرية واعترفا أمام الوالي بالسيد المسيح فعذبهما كثيرًا، وأخيرًا قطع رأسيهما ونالا إكليل الشهادة. أما جسداهما فموجودان الآن في سامبوطية.