ومن المقرر الاحتفال بوصول قداسة البابا شنودة الثالث إلى مصر يوم الاثنين فجرا الساعة السادسة صباحا في الكاتدرائية المرقسية بالعباسية ، ودعوة الحضور عامة للشعب القبطي كله .
قداسة البابا شنودة الثالث :
تاريخ الميلاد : الجمعة 3 أغسطس 1923 مكان الميلاد : قرية سلام بمحافظة أسيوط الاسم قبل الرهبنة : نظير جيد روفائيل .
من ذكريات قداسة البابا عن هذه الفترة : <BLOCKQUOTE>+ في يوم 3 أغسطس 1923 ولدت في قرية سلام بمركز اسيوط وتوفيت والدتي بعد ولادتي بأيام قليلة. ومن البصمات الواضحة اللي تركتها وفاة أمي في سماتي الشخصية الجدية منذ الصغر.فلم اتعود اللعب مع الاطفال.
+ ولما بلغت 6 سنوات انتقلت من قريتنا إلى دمنهور. ثم إلى الاسكندرية وأخذت فيها ثانية وثالثة ابتدائي وفي سنة رابعة ذهبت إلى اسيوط.
+ ونتيجة وفاة والدتي بعد ميلادي انشغلت الاسرة ونسوا استخراج شهادة ميلاد لي ومن ثم رفضت المدارس الحكومية ان تقبلني بعد الشهادة الابتدائية لعدم وجود شهادة ميلاد وارسلوني للطبيب لتسنيني وصدرت شهادة تسنين بالتاريخ الصحيح وباسمي نظير جيد. + انتقلت إلى القاهرة فأتممت تعليمي الثانوي بمدرسة الايمان الثانوية بشبرا. + وفي عام 1939 كانت اول قصيدة شعرية منظومة ودارت حول موضع مولدي وقلت فيها:-
أحقاً كان لي أم فماتت ربَّاني الله في الدنيا غريباً
أم أني قد خلقت بغير أُمٍ أحلق في فضاء مُدَلهِم
+ كنت معجبا بمكرم عبيد وأحفظ بعض كلماته وقد ألقيت امامه قصيدة فأُعجب بها، وفي هذه الفترة كان يهمني حياتي الدراسية لأن ماكنت أسعى إليه هو التفوق.
+ انجذبنا أنا وشقيقي الأستاذ شوقي جيد إلى الجو الديني بفضل صلوات الأنبا مكاريوس مطران اسيوط لدرجة أن شقيقي تحول إلى الدراسة في كلية اللاهوت وأصبح قسيساً.
</BLOCKQUOTE>الدراسة الجامعية : التحق بجامعة فؤاد الأول، في قسم التاريخ، وبدأ بدراسة التاريخ الفرعوني والإسلامي والتاريخ الحديث، وحصل على الليسانس بتقدير (ممتاز) عام 1947. • وفي السنة النهائية بكلية الآداب التحق بالكلية الإكليركية. وبعد حصوله على الليسانس بثلاث سنوات تخرج من الكلية الإكليركية عمل مدرساً للغة العربية ومدرسا للغة الإنجليزية. • حضر فصولا مسائية في كلية اللاهوت القبطي وكان تلميذاً وأستاذاُ فى نفس الكلية فى نفس الوقت. • كان يحب الكتابة وخاصة كتابة القصائد الشعرية ولقد كان ولعدة سنوات محررا ثم رئيسا للتحرير قي مجلة مدارس الآحاد وفي الوقت نفسه كان يتابع دراساته العليا في علم الآثار القديمة. من ذكريات قداسة البابا عن هذه الفترة : <BLOCKQUOTE>+ التحقت بكلية الآداب قسم التاريخ وحصلت على الليسانس في عام 1947 بتقدير ممتاز، وخلال فترة الجامعة كتبت قصيدة غريباً عشت في الدنيا. + أديت اجبي الوطني في نفس العام كضابط احتياط بسلاح المشاة وكان ترتيبي الأول. + عملت مدرسا صباحا وفي نفس الوقت التحقت بالكلية الاكليركية قسم مسائي وكان ترتيبي الاول وعينني الارشدياكون حبيب جرجس مدرساً بها لما رآه من تفوقي. علاقتي بأبونا مينا البراموسي المتوحد ( البابا كيرلس السادس) + كنت اعرف ابونا مينا من عام1948، وكنت أحب فيه الطيبة والتعبد.. كنت أتردد على كنيسته بمصر القديمة،وانتهى بي الامر إلى ان سكنت هناك اتمتع بقداسته صلواته ورعايته وارشاده رهبتني + إن فكرة الرهبنة موجودة عندي منذ كنت طالباً في الجامعة، فقد شعرت أن هناك شئ أسمى من هذه الدنيا بكثير. واشتقت لأن أكون راهباً وعاشت الفكرة في حياتي وأشعاري وأذكر أنني كتبت قصيدة وانا في السنة الثالثة بالكلية عنوانها "غريباً".
غريباً عشت في الدنيا غريباً في أساليبي غريباً لم أجد سمعاً يحار الناس في ألفي
نزيلاً مثل آبائي وأفكاري وأهوائي أفرِّغ فيه آرائي ولا يدرون ما بائي </BLOCKQUOTE>خدمتــــــــة
وفى أثناء خدمته فى الكلية الإكليريكية كافح .. وناضل .. من أجل حقوق الإكليريكية وكانت النتيجة إنتقال الكلية الإكليريكية بإنتقال الكلية الإكليريكية إلى مكانها الحالى فى أرض الأنبا رويس حيث بنى لها مبانى مخصصة والإستعانة بالأماكن الكثيرة فى هذه المنطقة بعد أن كانت فى مبنى قديم متواضع فى مهمشة , ودعم هيئة التدريس بالخبرات العلمية من المدرسين الباحثين فى شتى المجالات , كما تم فى عهده زيادة الإعتماد المالى المخصص لصرف عليها من قبل المجلس الملى العام .
وبدأ نظير جيد خدمته فى مجال مدارس الأحد عام 1939 م فى كنيسة السيدة العذراء بمهمشة والتى كانت كنيسة الكلية الإكليريكية فى ذلك الوقت وكانت فى فناء الكلية .
وفى عام 1940 - 1941 م أنشأ فرع لمدارس الأحد فى جمعية الإيمان بشبرا , ونظرا لنشاطه الكبير ضمه الإرشيدياكون حبيب جرجس للجنة العليا لمدارس الأحد .
أما شهرته فى الخدمة فقد توجت فى مجال الشباب بكنيسة الأنبا أنطونيوس بشبرا حيث كان متحدثاً لبقا وممتازاً فتجمع النشئ الجديد حول خدمته وجذبهم إلى الروحانيات التى تملأ الكتاب المقدس .
وكان أجتماع الشباب بهذه الكنيسة مساء كل أحد مكتظا بالشباب والخدام وشاع نجاح خدمته فلم يكن حضور إجتماع الشباب مقتصراً فقط على شباب الحى الذى تقع فيه الكنيسة ولكنه أجتذب أيضاً خدام وشباب من كنائس وأحياء مختلفة كانوا يحضرون من بعيد محتملين مشقة السفر ليستمعوا ويستفيدوا من موهبة الروح القدس المعطاه لهذا الشاب فملأ الخادم نظير جيد كل مكان تطأه قدماه من إرشاد وتعليم .
وكان التعليم وأرشاد النشئ موهبة خاصة يتمتع بها فقد وصل لأن يكون اميناً لمدارس الأحد فى كنيسة الأنبا أنطونيوس , وكان مهتماً بالأجيال الجديدة لأنها زرع الرب فى حقله .
وكان يذهب ليخدم فى فروع كثيرة يلقى فى أجتماعاتهم كلمات الروح القدس , فكان له فصل خاص للثانوية العامة فى مدارس الحد السيدة العذراء بروض الفرج .. وفصل آخر لطلبة الجامعة فى بيت مدارس الأحد .. وفصل للخدام فى كنيسة الأنبا أنطونيوس .. فكان يقوم بالتدريس فى أماكن مختلفة فى أوقات مختلفة من الأسبوع كما كان يحمل بعض مشاكل هؤلاء الشباب ويقوم بحلها معهم بإرشاد الروح , وإلى جوار هذه الأعباء كان كثيراً ما يدعى لإلقاء الدراسات فى إجتماعات الخدام , وأيضا المساهمة فى أعداد والقاء العظات والكلمات فى مؤتمرات مدارس الأحد فى الأقاليم .
ولم يكن نظير جيد لبقا فحسب ولكن ظهرت له موهبة أخرى وهى موهبة الكتابة وقرض الشعر وقام بنذر مواهبه كلها بل وحياته كلها لخدمة الرب يسوع الذى يحبه ففى مجــلة مدارس الأحد التى ظهرت فى 1947 م , فبدأ نظير جيد أنتاجه الغزير فى الكتابة بقصيدة رائعة كانت بعنوان " أبواب الجحيم " وفيها أظهر عظمة الكنيسة المسيحية التى راعبها المسيح وكم عانت من أضطهاد وألام من الداخل والخارج لأن لنا مواعيد من الرب أن أبواب الجحيم لن تقوى عليها .
وبعد مضى سنتين على صدور مجلة مدارس الحد حمل مسئولية أدارتها وتحريرها وأستطاع من خلال مسئولياته فيها أن يعبر عن آماله وآمال الجيل الجديد من الشباب فى مستقبل الكنيسة القبطية القرن العشرين .. فبدأ يوجه الفكر القبطى ويؤثر فيه وتبنى الكثيرين آراءه وأفكاره , فكتب فى كافة نواحى المجتمع الكنسى القبطى ومشاكله .
وظل نظير جيد يكتب ويكتب فى مجلة مدارس الأحد منذ صدورها عشرات المقالات متنوعه فكتب عن الحياة الروحية ودراسات فى الكتاب المقدس وإصلاح الكنيسة وتاريخ الكنيسة ومشاكل الشباب , وكتب اربعة مقالات طويلة للرد على شهود يهوة .. صارت فيما بعد بحثا كبيراً عن لاهوت المسيح .. كما كتب أيضا الكثير من القصائد الشعرية التى صارت فيما بعد تراتيل روحية يتغنى بها الشعب القبطى .
أما أكثر مقالاته غرابه وروحانية فى نفس الوقت هو الموضوعات التى كتبها عن أنطلاق الروح , والتى كان فى العادة يكتبها عند عودته من خلوته بالدير .. فقد كان دائم التردد على دير السريان وكان يقضى فيه فترات طويلة للعبادة والصلاة , وكانت هذه المجموعة من المقالات هى آخر مقالات كتبها فى مجلة مدارس لم يستطع بعدها مقاومة الحب الكبير فى قلبه نحو الرب يسوع فترك كل شئ وتبعه وذهب إلى الدير وترهبن هناك .
أما آخر مقالاته بالتحديد التى كتبها فى مجلة مدارس الحد كانت بعنوان " تمنيت لو بقيت هناك " .. وأبيات أخرى بعنوان " يا سائح " وبعدها أنطلق إلى الدير حيث رسم راهباً فى 18 يوليو 1954 م بأسم الراهب أنطونيوس وكان قد بلغ من العمر 31 عاماً . كان من الأشخاص النشيطين في الكنيسة وكان خادما في مدارس الآحاد. ثم ضباطاً برتبة ملازم بالجيش.
رهبنته : • رسم راهباً باسم (انطونيوس السرياني) في يوم السبت 18 يوليو 1954، وقد قال قداسته انه وجد في الرهبنة حياة مليئة بالحرية والنقاء. ومن عام 1956 إلى عام 1962 عاش قداسته حياة الوحدة في مغارة تبعد حوالي 7 أميال عن مبنى الدير مكرسا فيها كل وقته للتأمل و الصلاة. • وبعد سنة من رهبنته تمت سيامته قساً. • أمضى 10 سنوات في الدير دون أن يغادره. • عمل سكرتيراً خاصاً لقداسة البابا كيرلس السادس في عام 1959. • رُسِمَ أسقفاً للمعاهد الدينية والتربية الكنسية، وكان أول أسقف للتعليم المسيحي وعميد الكلية الاكليريكية، وذلك في 30 سبتمبر 1962. من ذكريات قداسة البابا عن هذه الفترة : <BLOCKQUOTE>+ ذهبت إلى دير السريان يوم 15 يوليو 1954 وتمت رسامتي راهباً باسم أنطونيوس السرياني في 18 يوليو 1954 وظللت في وادي النطرون 11 عاما لم أغادره مرة واحدة منذ عام 1952 إلى 1962 قضيتها في التأليف والترجمة والنسخ المخطوطات الأثرية وإعادة كتباتها.
+ كنت مسئولاً عن مكتبة الدير ومطبعته، والاشراف على بيت الخلوة، والشرح للسائحين الأجانب، والأعترافات والإرشاد، ومسؤلاً أيضاً عن المرضى وتضميد جروحهم.
+ وفي عام 1957 عشت في مغارة على بعد ثلاثة كيلو مترات ونصف من الدير، وفي عام 1960 ذهبت إلى مغارة أخى على بعد 12 كيلو متر من الدير كنت أجلس فيها أسابيع لاأرى وجه إنسان ولا أسمع صوت إنسان. قصة أختياره أسقفاً للتعليم
عندما طلبني قداسة البابا كيرلس – الله ينيح نفسه – لمشكلة خاصة في الدير.. وبعد أن أنهى حديثه معي، كان من عادته أن كل واحد يسلم عليه،يصلي على أسه قبل أن يخرج ومسك رأسي ومعاه الأنبا ثاؤفيلس وقال شنودة أسقف للكلية الإكليريكية والمعاهد الدينية.. وكان ذلك في يوم الثلاثاء 25 ستمبر 1962.
وتمت سيامتي أسقفاً للتعليم والمعاهد الدينية في صباح الأحد 30 سبتمبر 1962 مع سيامة انبا صموئيل أسقفاً للخدمات. وكانتا أول اسقفيتين عامتين تنشئهما الكنيسة القبطية في مصر.
</BLOCKQUOTE>
الدخول إلى الصحراء الداخليــــه
وبإنتهاء عام 1957 م أنتفل الراهب انطونيوس إلى مرحلة أخرى من مراحل الرهبنة وهى الأنعزال عن حياة الشركة بــ الدير والعيش فى حياة الوحده ووجد الراهب أنطونيوس كهفاً .. يصلح لوحدته .. ولا يزيدعرضه عن متر واحد وطوله ثلاثة أمتار ونصف , وكانت المغارة على بعد 3ر5 كيلومتر من الدير , وتركها لمغاره أخرى تبعد عن الدير 12 كيلوميتر ووضع فى مدخله مكتبه وبدأ يعد قاموساً للغة القبطية .. ووجد مكانا محفوراً فى الصخر أستعمله كرف وضع فيه المجموعة الكاملة لكتابات الاباء , وبحفرة اخرى كتب خاصة بالرهبان كتبها رهبان قدامى تشرح لهم حروب الشرير وحروب الفكر وطريقة معيشتهم وغيرها من الكتب التى تهم راهب متوحد معتكف بعيداً حتى عن ديره .
وكانت تمر عليه أسابيع لا يرى فيها وجه أنسان وكانت فرصة للخلوة مع الرب يسوع والتأمل والدراسة وتتبع القديسين فى أعمالهم وأقولهم من قرائته لكتبهم .
ولم يخرج أبونا انطونيوس من ديره إلا لسوى حاجة شديدة وبإلحاح شديد عليه وذلك ليكون سكرتيراً للبابا كيرلس السادس .
وذكر جرجس حلمي عازر المستشار الصحفي للبابا شنودة (1) وكانت رهبنة الأنبا شنودة "نظير جيد روفائيل" في 17 يوليو عام 1954 وشغل الراهب الجديد نفسه بإعادة كتابة مخطوطات الأديرة القديمة. وقام بطبعها ولما استدعاه البابا "كيرلس السادس" للانضمام إلي سكرتاريته والإقامة معه في الطابق السادس في المقر البابوي بالدرب الواسع ب "كلوت بك" اصطدم هذا الراهب بالدكتور كمال رمزي استينو نائب رئيس الوزراء وقتها بسبب كتاب أصدره الدكتور نظمي لوقا وأمر كمال الدين حسين وزير التعليم وقتها بطبع الكتاب وتوزيعه في مدارس مصر وسوريا وترك موقعه وعاد إلي الدير وأذكر أنه قال لي وكنت أجالسه في مسكنه بالدور السادس بأنني أشتهي أن أعود إلي صحراء مصر علي رمالها وفي أحضانها |