الإبن الحكيم يقبل تأديب أبيه و المستهزئ لا يسمع إنتهاراً (أم 13 : 1)
ذكرت مجلة: رسالة مار يوحنا في عددها الثمانين (سبتمبر 1996) قصة واقعية وردت في عامود بصحيفة لوس أنجيلوس تايمز حديثًا:
إنطلق الشاب بيل الذي أوشك على التخرج من المدرسة الثانوية مع والده إلى محلات السيارات الجديدة، لكي يختار الإبن سيـارة يقدمها له والده بمناسبة تخرجه، وذلك كعادة أهل هذه المنطقة.
قضى بيل عدة شهور يتنقل بين محلات بيع السيارات، يقارن بين مزايا السيارات وموديلاتها وأسعارها حتى إتفق أخيراً مع والده على السيارة المطلوبة.
إذ تخرج الشاب وحضر إحتفال المدرسة عاد إلى البيت ليقدم له والداه هديته، وكان يتوقع أنهما يقدمان له عقد شراء السيارة بإسمه، أو يقدمان شيكاً بثمن السيارة.
إلتقى به الأب بسرور وبهجة، ثم قدم له هدية مُغلفة بورق ملون فاخر. فتحها الشاب فوجدها "الكتاب المقدس". غضب الشاب وثار، ثم ألقى بالكتاب على الأرض، وإندفع كالصاروخ خارجاً من بيته. حاول والداه أن يتحدثا معه، لكنه كان قد أغلق أذنيه وطار خارجاً.
لم يكن ممكنًا للوالدين أن يعرفا الموضع الذي ذهب إليه الإبن، ولم يفكر الإبن في الأتصال بوالديه ولا العودة إلى البيت حتى سمع عن خبر وفاة والده، فعاد إلى البيت مرة أخرى.
إذ إنتهت مراسم الجنازة عاد إلى البيت يفكر في نصيبه من ميراث والده، وإذ كان جالسًا في إحدى الليالي يفتش في أوراق والده وقع نظره على الكتاب المقدس الذي كان والده قد قدمه له يوم تخرجه.
فتح بيل الكتاب المقدس فوجد فيه شيكاً مصرفياً مؤرخًا بيوم تخرجه بكامل ثمن السيارة التي كان قد إختارها مع والده.
تسللت الدموع من عيني بيل الذي أساء فهم والده، وظن أن والده يود تقديم نصائح وأوامر فحسب، وأنه قد تردد في تقديم السيارة كهدية له.
جاء تعليق إبيجيل فان برن صاحبة العمود المعروف بأنه كان يليق بذلك الإبن الغبي أن يقرأ الكتاب المقدس من أوله إلى آخره، لأنه يحتوي على دروس ثمينة يحتاج أن يتعلمها، منها أن "الإبن الجاهل غم لأبيه، ومرارة للتي ولدته" (أم25:17).
كتابك هو رحلة ممتعة سماوية،
يسبق كل سيارة بل وكل صاروخ فضاء،
يدخل بي إليك يا مصدر الحكمة والشبع!
علمني دربني، وأسندني،
كلمتك هي حياتي وقوتي!
(من كتاب أبونا تادرس يعقوب)