قررت ماري الفتاة المسيحية التقية، أن
تهدي الكتاب المقدس إلى أبيها الذي تحبه بمناسبة عيد الميلاد، على أن تصلي
لأجله لكي يقرأه، عله يترك إلحاده ويعود إلى الله المُحب. وعندما فتحت
ماري الكتاب المقدس الذي اشترته لكي تكتب على الصفحة الأولى كلمة إهداء،
لم تعرف ماذا تكتب. هل تكتب له ''من ماري ..؟'' هذا ليس كافياً ليعبِّر
عما بداخلها تجاهه، ولا ليعبِّر عن أهمية الكتاب المقدس أيضاً. ثم قالت:
هل أكتب ''من ابنتك التي تحبك ماري؟'' هذا أيضاً ليس كافياً، فهناك آخرون
يحبونه. وعندها خطرت على بالها فكرة فقررت سريعاً أن تنفذها: لماذا لا
تذهب إلى مكتبة أبيها وتأخذ من هناك الكتاب المحبب لديه والذي يقرأه
كثيراً؟ لعلها تجد فيه ما يساعدها على كتابة الإهداء الأنسب. وعندما فعلت
ماري ذلك، وجدت مدوّن على الصفحة الأولى للكتاب الذي اختارته إهداء يقول:
من المؤلف نفسه. فأُعجبت بالإهداء وكتبت نفس العبارة على الكتاب المقدس
وتركت الهدية في حجرة أبيها وخرجت.
عندما فتح الأب الهدية ورأى الإهداء
مكتوباً بخط ابنته ماري وقرأ العبارة المدوّنة عليه، وكان فيضان عواطفه
الجياشة تجاه ابنته يغمره، فإنه سأل نفسه قائلاً: لكني لا أعرف مؤلف
الكتاب المقدس، وعرفاناً بمحبة ابنته له ورغبة لمعرفة مؤلف الكتاب المقدس،
قرر أن يبدأ في قراءة كلمة الله، وهذا أدّى به في النهاية، لا أن يعرف
مَنْ هو المؤلف فقط، بل أن يدخل معه في علاقة شخصية ويحصل على الخلاص
والسلام الأبدي.