بقلم : قداسة البابا شنوده الثالث
ما أكثر الأمثال الشائعة, بعضها بالعامية وبعضها بالشعر.
وهى تجرى عند الناس مجرى الحكمة. ولكن ليست كلها سليمة تماماً, وقد تحتاج إلى تعليق. ونذكر من بينها:
إمشى على مهلك, علشان توصل بسرعة...
ويضرب هذا المثل بوجه خاص لسائقي السيارات الذين بسبب السرعة المتهورة تحدث لهم حوادث غالباً ما تعطلهم. فلو أنهم تجنبوا تلك السرعة, لأمكنهم تجنب الحوادث ووصلوا بسرعة.
ويمكن أن يستخدم هذا المثل للتحذير من كل سرعة ضارة.
وينضم إلى هذا المثل مثلان آخران هما1- فى التأني السلامة, وفى العجلة الندامة. وأيضاً
2- العجلة من الشيطان:
ويضرب هذا المثل بقصد التروي, والتفكير وعدم التسرع. ذلك لأن بعض الأمور التى تعمل بسرعة, لا تأخذ ما يلزمها من الدراسة.. ولكن يجب ملاحظة الفرق بين السرعة والتسرع.
التسرع مذموم. ولكن السرعة قد تكون واجبة أحياناً, كالسرعة فى إنقاذ شخص فى خطر, وفى إغاثة المحتاج, مثل السرعة فى إطفاء حريق أو إنقاذ غريق. كذلك السرعة فى أداء الواجب, والسرعة فى التوبة قبل أن تمدّ الخطيئة جذورها فى أعماق النفس. وأيضاً السرعة فى دفع أجرة الأجير لأنه محتاج.
وبهذه المناسبة, نذكر أن أحد الشعراء فى التأني:
قد يدرك المتأني بعض حاجته وقد يكون مع المستعجلِ الزللُ
فردّ عليه شاعر آخر بقوله:
وكم أضرّ ببعض الناس بطؤو وكان خيراً لهم لو أنهم عجلوا