واحد ذوي محبة أخوية مشفقين لطفاء (1بط 3 : 8)
كلف الوالي أكيلا أحد ضباط الجيش يُدعى باسيليدس، بأن يسوق القديسة بوتامينا، من أشهر الشهداء في عصر سبتيموس ساويرس، إلى الموت.
بالفعل إقتادها إلى الساحة، وفي الطريق إذ حاول الوثنيون إهانتها بألفاظٍ بذيئةٍ أبعدهم عنها، مدافعاً عنها، مظهراً نحوها الكثير من الرقة واللطف.
إذ رأت رقته من نحوها، نصحته أن يتحلى بالشجاعة، لأنها ستتوسل إلى ربها من أجله بعد رحيلها لينال سريعاً جزاءً على الشفقة التي أظهرها نحوها.
بعد قليل من إستشهادها سُئل باسيليدس من زملائه أن يحلف لسبب معين، فصرخ بأنه لا يجوز له أن يحلف البتة لأنه مسيحي، وإعترف بذلك علناً، لكنهم حسبوه يمزح، إذ كان من عادة الوثنيين أن يقلدوا المسيحيين في تصرفاتهم وكلماتهم كنوعٍ من السخرية. لكن لهجته لم تسمح بالشك طويلاً وشعر زملاؤه بإيمانه، فأخبروا الوالي أكيلا الذي استدعاه وسأله عن أمره. وإذ تحقق أنه صار مسيحياًً جرده من رتبته وألقاه في السجن.
سأله الأخوة من بينهم أوريجانوس عن سّر تغيره السريع، فأجاب أن القديسة بوتامينا ظهرت له ثلاث ليالٍ متوالية تؤكد له أن طلبتها عنه أُُستجيبَت... وقد ختم حياته بنواله إكليل الشهادة بقطع رأسه في اليوم التالي.
إلهي...
ليس ما تشتاق إليه مثل الحب واللطف،
متى صدر عن قلبٍ نقي،
تكشف له عن ذاتك!
تهبه الحق،
وتقدم له أسرارك!
( من كتاب أبونا تادرس يعقوب )