lola مشرفه
عدد المشاركات : 1066 تاريخ التسجيل : 24/08/2007
| موضوع: شاب يكذب يا بابا الأحد أكتوبر 14, 2007 3:49 pm | |
| طريق الكذب إِبعِّد عني و بشريعتك إرحمني (مز 119 : 29) أبغضت الكذب و كرهته أما شريعتك فأحببتها (مز 119 : 163) من هو الكذاب إلا الذي ينكر أن يسوع هو المسيح هذا هو ضد المسيح الذي ينكر الآب و الإبن (1يو 2 : 22)
في أول يوم لدخولها الجامعة عادت الفتاة من كليتها وكانت تبكي بغير إنقطاع. حاول والدها وإخوتها أن يعرفوا سبب بكائها فلم يستطيعوا. بقي الأب يحاور معها بكل طريقة ليعرف سبب بكائها المستمر، خاصة وأنه كان هذا أول يوم تدخل فيه الجامعة. أخيراً بعد مجهودٍ شاقِ في حوالي الساعة الحادية عشر مساءً قالت له:
- تخيَّل يا بابا!
- ماذا حدث؟
- تخيَّل لقد لاحظت زميلاً لي في الكلية كذب!
وقف الأب مندهشاً لعدم خبرة إبنته التي إلتحقت بالجامعة وتظن أنه لن يوجد إنسان ما يكذب. نادى الأب أولاده وقال لهم:
"أخبروني ماذا أفعل؟ فإن فوزية تبكي طول النهار لأنها إكتشفت أنه يُوجد شاب يكذب! كيف يمكنها أن تعيش في وسط المجتمع؟"
لقد عاشت هذه الفتاة وتزوجت، ونجحت في عملها كمدرسة، كما في حياتها الزوجية، بل وكان لها أثرها الحيّ على كثيرين سواء في مدرستها أو وسط أصدقائها وأحبائها.
أذكر حين كنت أفتقدها وهي تعاني من آلام السرطان القاسية مع شلل نصفي كانت تقول لي:
"لماذا تفتقدني... أنا بخير! أرجوك إفتقاد الشباب فهم أحوج مني إلى الإفتقاد!" بهذه الروح عاشت فوزية البسيطة القلب والمهتمة بخلاص الكثيرين.
قلبًا نقيًا إخلقه فيّ يا اللَّه هب لي يا رب قلبًا نقيًا،
فأرى الكل أنقياء!
لا أتخيَّل إنسانًا فاسدًا أو كاذبًا،
بل أرى الكل فيك،
وأحب خلاص الجميع!
هب لي دموعًا فأبكي على ضعفاتنا البشرية،
وإتساع قلب فلا أطلب تعزية لي،
بل خلاصًا وبنيانًا لكل نفسٍ!
من كتاب أبونا : تادرس يعقوب | |
|