الهم مشكلة ولكن لها حل.
+++++++++++++++++
مُلقين كل همكم عليه، لأنه هو يعتني بكم ( 1بط 5: 7 )
"الهم"
بحسب منطوق الكلمة اليونانية، هو ما يحوّل النفس عن واجبها الحالي إلى
التفكير المُضني في كيف نقابل الحالات ونواجه الظروف التي قد لا تأتي
مُطلقًا. "الهم" هو القلق والاضطراب، والانزعاج، هو التعوّد على انتظار
الشر مُقدمًا، هو الخوف من عبور الجسور قبل الوصول إليها، وهو توقع
المخاوف في المستقبل، هو انشغال البال بأخطاء الماضي، وحصر التفكير في
الظلمات التي قد تأتي بها الحوادث القادمة، أكثر من التفكير والتعلق بمحبة
الله، والتسليم لإرادته .. وماذا نفعل بهموم الحياة؟
«مُلقين كل همكم عليه»، لا يدل الفعل في اللغة اليونانية على أننا نستمر في إلقاء الهم كل يوم، بل أن نُلقيه مرة واحدة وإلى الأبد.
ومَنْ
ذا الذي لم يختبر، عند الاستيقاظ في الصباح، الشعور بالضيق، والاستماع إلى
الصوت يهمس بقصة طويلة عن الأثقال التي يجب تحمُّلها، والمشاكل التي يجب
مواجهتها، والمصاعب التي ستقابلها طول اليوم. يقول ذلك الصوت: "اذكر بأنك
يجب أن تقابل ذلك الدائن الذي يطالب بدينه، وتلك المشاكل التي يجب حلها،
وتلك الثورة التي يجب تهدئتها، وتلك الأمزجة العنيفة التي يجب مواجهتها.
لا فائدة من الصلاة، والأفضل أن تلبث حيث أنت. لا مفر من الكارثة القادمة".
وكثيرًا
ما استسلمنا لهذه الإيحاءات. وإذا ما صلينا، تكون صلاتنا صلاة اليائس،
نلتمس معونة الله، لكننا لا نجسر على الاعتقاد بأنه سوف ينجي. لا تتوفر
الثقة أو اليقين في الداخل، ولا الهدوء في الخارج. وتصير الحالة تَعِسة
للبعض، فإنهم يقضون حياتهم هكذا دوامًا، في انزعاج مستمر، يجاهدون ضد
العواصف والأمواج، بدلاً من أن يمشوا فوق المياه الثائرة. ويمشون في
الممرات الصخرية، بدلاً من أن يُحمَلوا بمركبات الله.
وكم هو أفضل
جدًا جدًا أن نلقي همنا على كتفي المسيح القويتين، وأن نعامل الهموم كما
نعامل الخطايا. سلّمها للرب يسوع، الهم بعد الآخر. ألقها عليه. قُل له
وأنت تتطلع إليه بروح الإيمان: "يا رب، لا يمكنني أن أحتمل هذا الهم،
وذاك. أنت قد حملت خطاياي، فاحمل همومي. إنني ألقيها عليك، واثقًا أنك سوف
تعمل لي كل ما أحتاج، وأكثر مما أحتاج".
منقول