من سبط لاوي وقد نزح كبار عائلته المتقدمين منذ زمن بعيد عن بلاد اليهودية وأقاموا في جزيرة قبرص، وكان اسمه أولاً يوسف فدعاه ربنا له المجد عند إنتخابه رسولاً بإسم برنابا الذي يترجم في الإنجيل بإبن الوعظ.
وقد نال نعمة الروح المعزي في علية صهيون مع التلاميذ وبشر معهم وكرز بإسم المسيح، وكان له حقل باعه وأتى بثمنه ووضعه عند أرجل الرسل (أع4: 36-37)، الذين كانوا يجلونه لكثرة فضائله وحسن أمانته. ولما آمن الرسول بولس بالسيد المسيح قدمه هذا الرسول إلى التلاميذ في أورشليم بعد إعتناقه الإيمان بمدة ثلاث سنين، وحدثهم عن كيفية ظهور السيد المسيح لشاول بالقرب من مدينة دمشق، ثم شهد له أمامهم بغيرته حتى قبلوه في شركتهم وقال الروح القدس للتلاميذ: "إفرزوا لي برنابا وشاول للعمل الذي دعوتهما إليه" (أع13: 2).
وقد طاف الرسولان بولس وبرنابا معًا بلاداً كثيرة يكرزان بالسيد المسيح، ولما دخلا لسترة وأبرأ الرسول بولس الإنسان المقعد ظن أهلها أنهما آلهة وتقدموا لكي يذبحوا لهما، فلم يقبلا مجد الناس بل مزقا ثيابهما معترفين بأنهما بشر تحت الآلام مثلهم. وبعد أن طاف مع بولس الرسول بلاداً كثيرة إنفصل الرسولان عن بعضهما، فأخذ الرسول برنابا معه القديس مرقس ومضيا إلى قبرص وبشرا فيها وردا كثيرين من أهلها إلى الإيمان بالسيد المسيح ثم عمداهم، فحنق اليهود وأغروا عليهما الوالي والمشايخ فمسكوا الرسول برنابا وضربوه ضرباً أليماً ثم رجموه بالحجارة، وبعد ذلك أحرقوا جسده بالنار فتم بذلك جهاده ونال إكليل الشهادة. وبعد إنصراف القوم تقدم القديس مرقس وحمل الجسد سالماً ولفه بلفائف ووضعه في مغارة خارج قبرص ، أما مرقس الرسول فإنه إتجه إلى الإسكندرية ليكرز بها.