إن كان الموت هو عقوبة للخطية، والرب قد رفع عنا هذه العقوبة في ذبيحة الصليب فلماذا إذن مازلنا نموت؟
يقول قداسة البابا شنوده الثالث، أطال الله حياته:
الموت حالياً ليس عقوبة .
ونحن نقول في الصلاة على الراقدين "لأنه ليس موت لعبيد، بل هو انتقال". ولذلك قال الرسول متعجباً "أين شوكتك يا موت؟!" (1كو15: 55)
الموت هو جسر ذهبي إلى حياة أفضل.
ينقل من حياة فانية إلى حياة باقية. وينقل من عشرة البشر الخطاة إلى عشرة الملائكة والقديسين. وينقل من الأرض إلى الفردوس. بل أكثر من هذا ينقل إلى الحياة مع المسيح، لذلك قال الرسول "لي اشتهاء أن انطلق وأكون مع المسيح. ذاك أفضل جداً" (في1: 23).
الموت أيضاً هو الوسيلة التي نخلع بها الجسد المادي الفاسد.
وبهذا يصبح الخطوة الأولى لأمجاد الكنيسة فيما بعد، حيث نقوم بجسد ممجد، جسد نوراني روحاني سماوي، كما شرح الرسول في (1كو15). وقال: "هذا الفاسد لابد أن يلبس عدم فساد. وهذا المائت يلبس عدم موت .... يُزرع في هوان ويقام في مجد ... يزرع جسماً حيوانياً، ويقام جسماً روحانياً" (1كو15: 43 ـ 53).
إذن بالموت نتخلص من المادة وثقلها. فهو إذن ليس عقوبة.
وإن كان الله لا يسمح أن نموت، فمعنى هذا أن نبقى في عبودية المادة والفساد. وان نبقى على الأرض بدلاً من السماء ... بل حتى العالم لن يتسع لكل الناس.