المديح
وتاليف غير مصرى
تعالوا نمدح ونشرح الاخبار
قصة مار بهنام الرجل البار
واخته سارة وربعه الاحرار
هذا الطوباوي كان من جنس الملوك
ابن سنحاريب ملك الملوك
في بلد اثور موصوف بالسلوك
امه شرينه بنت الامراء
جنسها معلوم بين الوزراء
صار لها ابنه سمتها سارة
هذه المسكينة كانت حزينة
في داء البرص كانت ممحونة
من الاطباء ماوجدت معونة
بهنام المعظم قام في الدلال
معزوز مكرم في اعظم جلال
مسعود متنعم في كل الاحوال
الله تعالى قد اصطفاه
من دين الاصنام رجع هواه
في دين المسيح جعل هواه
في بعض الايام خرج مار بهنام
مع الاربعين ربعه الشهام
الى البراري بالعز والاكرام
لما ركبوا الخيل اضنوا بالكلال
في طلب الصيد شكله كالغزال
حتى اوصلهم لحفة الجبال
ادركهم الظلام امسوا في العتام
راى في الاحلام ملك السلام
قم ارق الجبل تجد الكلام
الشيخ مار متى الله اوحاه
ياتيك الفتى قم لملتقاه
واكرز عليه واحسن مثواه
فقام الفتى وصعد الجبل
فوجد الشيخ المملو كمال
قائم في الصلاة وجه متهلهل
سجد امامه بخوف وخشوع
وعينه تسكب احر الدموع
قال اطلب منك اهدني الرجوع
بدا يرشده ويكرز عليه
طريق الخلاص اوحى اليه
تعليم الهي وضح لديه
يوجد في الدنيا اله واحد
ازلي قادر بالعز منفرد
ليس سواه اخر ممجد
واحد هو بالذات مثلث الصفات
اب وابن وروح الحياة
اله عجيب عديم الممات
الابن الوحيد لبس الجسد
من العذراء مريم ظهر متجسد
ليخلص ادم الساقط بالحسد
كرز وعلم تعليم الانجيل
ظهر في الدنيا طاهرا" جليلا"
عمل الايات ليس لها مثيل
من اجل الصلاح اهين ومات
وفوق الصليب اسلم الحياة
بعد موته صارت القوات
قبر كالاموات جالب الحياه
ثلاثة ايام غير مكتملات
جسمه خالي بقى من الفساد
قام من قبره بمجد عظيم
ونور ساطع وبهاء وسيم
وعز وهيبة والحجر مقيم
ظهر للاطهار بعيد القيامة
وبعد الاربعين صعد السماء
وجلس من عن يمين العظمة
وايضا" سياتي بمجد عظيم
ليدين الاحياء والموتى الرميم
ويسعد الصالح ويخزي الذميم
اسمع بني هذه التعاليم
ضعها بقلبك بحسن اليقين
يقيمك عن جنب اليمين
ولا قوالك خضعت وطعت
حقا يقينا" اني سمعت
بدين المسيح اني امنت
لي اخت مريضة مرضا" مذيب
في داء البرص جسمها كئيب
ان كنت تشفيها ايها الطبيب
اتحقق انك رجل روحاني
الهك هو اله حقاني
حالا" اعتمذ واصير نصراني
اختك مريضة ربنا يشفيها
لدين المسيح انا اهديها
من خبث الثلاب هو ينجيها
قال ارغب منك ايها القديس
قم انزل معانا بقلب انيس
وخلص انفسنا من يد التعيس
قام مار متى واخذ عصاه
للرب يصلي ليسمع دعاه
الى ان وصل موضع راه
قال مار متى روح للمدينة
هوذا اختك كثير حزينة
فاجابها معك بكل سكينة
بشر امه هذه البشارة
سريعا" اخذ اخته سارة
حتى اوصلها حيث انتظاره
جثا يصلي الشيخ الفاضل
بايمان وثيق ورجاء كامل
يدعو ربه مجيب السائل