كان رجلا طاعنا فى السن إسمه ( حنا) وكان طيبا كريما حتى لقب ب ( حنا الصالح ) وكان يحب مساعدة الآخرين وادخال السرور الى قلوبهم، وفى عيد الميلاد قال لزوجته يجب أن نشرك أخرين معنا فى فرحة العيد فقالت له ( وماذا ستعمل ) ؟ فقال لها أن الاسكافى جرجس جارنا رجل فقير وذو أطفال سأرسل لهم أحسن ديك ليعيدوا به ومتى ذبحوه وأكلوه أحس بسعادة كبرى
وكان الإسكافى قد اشترى دجاجة صغيره ليوم العيد فلما رأى أولاده الديك الكبير الذى أرسله اليهم حنا صفقوا طربا وفرحا ، ولكن أباهم قال لهم ( وإنما يا أولادى يجب أن نفرخ آخرين أيضا فدعونا نرسل الدجاجه لأولاد الأرمله المسكينه السيده ليئه فأخذها أحد الأولاد وركض الى بيتها فلما رآه أولادها الصغار فرحوا وقالت الأرمله للغلام ( شكرا لك يا إبنى، ولكن لماذا أرسل أبوك دجاجتكم وأنتم فى حاجه إليها ؟ ) فقال لها أن العم حنا أرسل لنا ديكا كبيرا ولذلك قصدنا أن تُسّرى أنت وأولادك مثلنا... وحدث أن السيده ليئه أرادت أيضا أن تفرح آخرين، فقالت لأولادها يكفينا اليوم الدجاجه ولنرسل الفطيره التى أعددناها لجارتنا حنه الغساله، وهذه بدورها كانت قد أعدت لنفسها فطيره فأرسلتها لغلام أعرج كان يسكن قريبا منها، وهذا قال ( يجب أن أوفر بعض الفتات وأعطيه للعصافير التى تحوم حول نافذتى حتى تفرخ.... فالتقطت العصافير الفتات وأكلت وطارت مغرده، وهكذا كل واحد تمتع بوقت سرور وفرح لأن حنا الصالح أراد أن يُفرح قلوب آخرين مع قلبه، وهكذا يكون العيد الحقيقى باسعاد المحتاجين فابعثوا لمن لم يعد له