Anstasia Forum
تحية طيبه في المسيح / عزيزي الزائر : في حال رغبتم بالإنضمام إلى أسرتنا ينبغي عليك ،التسجيل أولآ بالضغط هنا حتى تتمكن من المشاركة معنا . يسوع معاك
Anstasia Forum
تحية طيبه في المسيح / عزيزي الزائر : في حال رغبتم بالإنضمام إلى أسرتنا ينبغي عليك ،التسجيل أولآ بالضغط هنا حتى تتمكن من المشاركة معنا . يسوع معاك
Anstasia Forum
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 سيرة القديس العظيم مار مينا العجايبي

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
† jos †
مشرف عام
مشرف عام
† jos †


ذكر
عدد المشاركات : 3470
العمر : 44
البلد : قنا
تاريخ التسجيل : 19/08/2007

سيرة القديس العظيم مار مينا العجايبي Empty
مُساهمةموضوع: سيرة القديس العظيم مار مينا العجايبي   سيرة القديس العظيم مار مينا العجايبي Emptyالجمعة نوفمبر 14, 2008 11:10 pm



كان شاباً مات أبوه وعمره 11 سنة وماتت أمه بعد 3 شنين وسنة 14 سنة ثم عين ضابطاً بالجيش في سن 15 وأخذ مركزاً مرموقاً. أحب مارمينا مخلصه وصديقه يسوع، فوزع أمواله بشجاعة علي إخوة يسوع الأصاغر .

لما رأي الروح القدس صدق قلب مارمينا ومحبته للمسيح، وجد فيه جوهرة ثمينة فحرضه علي ترك العالم – وأخذه الي البرية ليختلي به ويخفيه عن العالم لكي يقوده في عشق إلهي للمسيح في الصلاة، في الهذيذ في كلمة الله والحياة بها، في النسك والسرور في حمل الصليب الي أن حول حياة مارمينا الي أنجيل معاش. وهكذا يكمل الروح القدس كل رفقته ومسيرته مع قديسنا ويهبه كل ما يطلب لخلاص نفسه ويسهل له كل شوق قلبه في الأختفاء والبعد والسلوك بمسلك المسكنه والأتضاع ... وأخر الأمر عندما أطمئن اروح القدس علي عمق صداقة مارمينا قادة الي أعلان عمق حبه لصديقه يسوع المسيح – قاده الي نيل أكليل الإستشهاد في أروع عصور الإستشهاد مع البابا بطرس خاتم الشهداء .

فعلاقة مارمينا بالرب يسوع عن طريق الروح القدس هي علاقة حب : يصلي حباً في الحديث مع صديقه – والرب يسوع يفرح به ويضع يده علي كتفه – يصوم ويزهد في الللذة الأرضية من عمق لذته في العشرة الإلاهية – ويحتقر العالم من شدة إلتصاقه بصديقة الدائم – يقرأ الأنجيل ليس للدرس ولا للواجب لكن بدون شبع من كلمات الصديق الحبيب لأن من ألتصق بأمرأة صار واحداً معها ومن ألتصق بالرب فقد صار روحاً واحداً ( 1 كو 6 : 16 – 17 )، هذا هو منهج الحب مع القديسين .

و بعد أن أختفي مارمينا عن الأنظار، وساعده الروح القدس علي الأختفاء إذ باروح القدس يعود بنفسه فيكشف كل أعمال القديس التي أكملها له في الخفاء ونمت ونضجت تحت أرشاده الخاص لتكون شهادة فاخرة للمسيح ولقد أعلن الروح مسيرة مارمينا عن طريق شفاء أبنه الملك حتي ذاع صيته في المسكونة كلها والأجيال كلها. بلغ صيته الي أقصي شمال أوربا ( أيرلندا ) ... والي أقصي جنوب أفريقيا .

إن كان الأنجيل المكتوب بالحبر والقلم يبقي مئات السنيين، فكم بالحري الأنجيل المكتوب بريشة الروح القدس ويد الرب يسوع يبقي الي الأبد .

أن حياة مارمينا إنجيل معاش ذاع الي أقصي المسكونة كالشمي التي لا يختفي شئ من حرارتها ( مز 18 ). والروح القدس عندما يزيع حياة قديس ليس محتاج الي وسائل أعلام قاصرة من راديو وتلفزيون وأقمار صناعية ولكن هذا يذيع سيرته بطريقته الخاصة كالشمس التي لا يختفي شئ من حرارتها – ورغم التخريب الشديد التي شهدته مدينة مريوط وكنيسة القديس إلا أن الله أراد أن يحيي ترابها ويجدد شبابها بأن سخر القديس الأنبا كيرلس في هذا العمل العظيم.

و التاريخ يشهد أن السبعة رهبان الذين كرزوا بأسم المسيح في أيرلندا كانوا من دير مارمينا ( فأول كنيسة بنوها في أيرلندا بأسم مارمينا ) ولمارمينا متحف كامل في مدينة فرانكوفرت أعظم مدن ألمانيا الغربية حيث أن العلامة الذي أكتشف أثار المدينة سنة 1907 حمل معه 100 صندوق خشب كبير مملوء بالأثار العظيمة، كذلك متحف اللوفر في باريس ...

ناهيك عن قوارير المياة المقدسة التي كان يحملها الحجاج عند عودتهم من مدينة مارمينا ... توجد هذه القوارير في جميع أنحاء العالم، كل هذا عن طريق أذاعة الروح الألاهية التي تقوم بأحدث وسائل الأعلام، والتي تدوم عبر الأجيال .

صداقة القديس

و ننتقل الأن من صداقة المسيح الي صداقة القديس، ودليلنا القوي علي ذلك حياة الأنبا كيرلس السادس في صداقته العميقة لمارمينا - يشاركه في أفكاره ويطالبه بشفاء مرضاه, يحملة مسؤليتة حل مشاكل خدمتة - يعاتبة أحيانا. وهكذا أستمر العمل بين الصديقيين حتي الممات حيث كانت الوصية التي أتمها بالحرف الواحد البابا القديس الأنبا شنودة الثالث – أدام الله حياته للكنيسة وكان يوماً مشهوداً ورهيباً عندما حمل قداسة البابا شنودة جسد البابا كيرلس ليستودعه بجوار صديقه الحبيب. ولقد كانت وصية البابا كيرلس أن يدفن في أعظم كاتدرائية بنيت في عهده، بل أن يدفن بجوار حبيبه كما كان الأنبا بولا الطموهي مع الأنبا بيشوي .

وصداقة القديسيين أمر كنسي رائع، فالطيور علي أشكالها تقع فالذي يصادق قديس يشابهة في صفاته، في صلاته، في عباداته، في أفكاره ... ولذلك يحثنا سفر النشيد قائلاً : " أن لم تعرفي أيتها الجميلة بين النساء فأخرجي علي أثار الغنم وأرعي جدائك عند مساكن الرعاة " ( نش 1 :8 ) .

فالغنم هم القديسيون ونحن نخرج علي أثارهم ليعرفونا طريق المسيح الذي صاروا اليه، فما أجمل يا أخي أن يكون لديك صديق صدوق من القديسيين، رغم أن كل القديسيين هم أحبائنا وسحابة شهادتنا.
القمص بيشوي كامل

عائلة القديس

إن القديس أبا مينا هذا الكوكب العظيم هو إبن من أبناء مصر العزيزة. إذ يرجع أصله الي بلد نيقيوس مركز منوف محافظة المنوفية. ولذا نفخر نحن به كمصريين لأنه شرف جنسنا. وقد عاصر أثنان من باباوات الأسكندرية هما الأنبا ثاؤونا البطريرك السادس عشر في عداد البطاركة ( سنة 282 – سنة 301 )، والأنبا بطرس خاتم الشهداء البطريرك السابع عشر ( سنة 302 – سنة 311 ). وكان والده النقي الطاهر يدعي أودكسيس وهذا كان أبن Plondianus الحاكم ولكثرة فضائله وتقواه ذاع صيته وأشتهر جداً.

حسد عدو الخير

ولكن حدث أن أثار الشيطان نار الحسد في قلب أخيه أناطوليوس لأن الجموع كانت تحبه لوداعته وورعه وتقواه، وتكرمه أكثر منه، فأستغل ما له من دالة عند الملك كارينوس وكتب الي راجياً إباه تدبير مؤامرة ضد أخيه أودكسيوس ةالد القديس، لكن الملك بعد التشاور مع رجاله لم يذعن فطلب الحاكم الثأر أناطوليوس، بل رأي أن يربح الأخرين بطريقة لا يخدش فيها كرامة أودكسيس وإنما له مركزه كحاكم. فبعث ايه مع قائده Hypatos بأمر تعيينه حاكماً علي مدينة أفريقية القديمة عوضاً عن حاكمها الذي كان قد مات. وكان علي القائد أن يرافقه في تنقلاته مع عائلته وخدمة ممتلكاته الي أن يطمئن عليه ويريحه في مقرة الجديد. وبالفعل قام Hypatos بتنفيذ المهمة التي كلف بها .

أما شعب نيقيوس المحب فقد حزن عليه حزناً شديداً حتي أن أخاه أناطوليوس نفسه ندم علي فعلته.

أبن الصلوات

كانت أوفومية زوجة أودكسيوس والدة القديس إمرأة تقية مواظلة علي أصوام وصلوات الكنيسة. ولأنها كانت عاقراً كانت تطلب كثيراً من الرب يسوع أن يهبها نسلاً طاهراً وكانت تصوم لذلك الي المساء وتقدم صدقات كثيرة للغرباء والأرامل والأيتام .

و في أحد أعياد أم النور العذراء القديسة مريم الموافق 21 طوبة تقاطرت الجموع علي الكنيسة – وكانت كنيسة السيدة العذراء بأتريب – ( هكذا يذكر السنكسار، كتاب مارمينا ص 26 ) وهم فرحون متهللون. وحضرت أيضاً والدة القديس ضمن هذا الحشد الكبير ولم تكن مبتهجة كباقي الشعب، بل كانت حزينة منكسرة لاسيما كلما تطلعت لمن حواليها وهن يحملن أطفالهن. ثم وقفت بأنسحاق أمام العمود الذي عليه أيقونة والد الإله ورفعت قلبها وتضرعت الي الرب يسوع بدموع ولجاجة. وبينما هي قائمة هكذا تصلي وتتوسل الي والدة الإله القديسة مريم رفعت يدها لكي تغمس أصبعها في زيت قنديل الموقد أمام الأيقونة وبينما كانت ترفع عينيها الي أعلي سمعت صوتاً من فم يسوع المسيح الرب الممسم بأمه التول وهو محمول علي ذراعيها يقول أمين، فوقع عليها خوف عظيم وأختلطت مشاعرها بالفرح والخوف، ولكنها ظلت قائمة تصلي الي أن أنتهي القداس الإلهي. فمضت الي بيتها وأخبرت البار أودكسيوس رجلها بكل ما حدث وعن الصوت الذي سمعته فامتلأ بالفرح العظيم الذي للروح القدس وقال لها : " أن ثقتنا هي في ألهنا القادر أن يفعل كما سمعت لأن أمين تعني هكذا يكون " .

و بعدها مباشرة تم تنفيذ الوعد الإلهي فأحسست بالحمل وكانت تترقب بكل نقاوة يوم ميلاد طفلها حتي كملت الأيام ووضعت مولودها ( إبن الصلوات ) وكانت ممتلأ من كل نعمة وكل جمال في الرب وذلك حوالي سنة 285 م.


نشأة القديس وتربيته

و أرادوا تسمية الطفل بأسم جده بلوديانوس، ولكن أمه القديسه أوفومية رفضت بسبب كلمة " أمين " التي كانت قد سمعتها فدعت أسمه " مينا " قائلة إن مينا هي أمين ( معني وحرفاً باللغة القبطية ). وحدث في ذلك اليوم فرح وأبتهاج عن كثير حتي أن أودكسيوس أمر بالأفراج عن كثير من المسجونيين، ووزع صدقات كثيرة علي المحتاجين والأرامل والأيتام .

أهتم والده بتنشأته تنشئه روحية عميقة أزاء تمكينه من الحصول علي قسط وافر من التعليم أيضاً فتهذب مينا بتعاليم الكنيسة وأنغرست في نفسه النقية بذار الفضيلة التي زرعها أبواه اللذان كان يحثانه علي الدوام علي قراءة الكتاب المقدس الذي هو أنفاس الله. فنما مشغوفاً بقرأة الكتاب المقدس وبالتردد علي الكنيسة ليلاً ونهاراً، وسلك في طريق التقوي فكان يدرب نفسه علي الصلاة الدائمة واضعاً نصب عينيه قول الكتاب " صلوا بلا أنقطاع ".

نياحة والديه

و ما أن بلغ الحادية عشر من عمره حتي أنتقل أبوه الي الفردوس في شيخوخة صالحة حوالي سنة 296 وبعده بثلاث سنوات أي حوالي سنة 299 لحقت به أوفوميه والدة القديس. ولأن مينا كان مؤمناً بزوال هذا العالم الزائف فأن أنتقال والديه وهو في هذا السن المبكرة لم يهزة قط – بل تعزي كثيراً مؤملاً التمتع بشفاعتهاما من أجله حتي يكمل جهاده مثلهما.

و هكذا كما ورث أبويه ثروة كبيرة من الأموال والممتلكات ورث أيضاً ثروة كبيرة من الروحانية. وظل في تكريسه لخدمة الله الذي كان يشغل كل قلبه ووقته.

دخوله الجندية

وبعد مرور سنة أي حوالي سنة 300 صدر منشور ملكي بأستدعاء جنود الجيش وبالرغم من أن مينا كان لم يزل شاباً صغيراً لا يتجاوز الخامسة عشر من عمره لكنه كان قوي الجسم مملوء من النعمة والشجاعة فتقد للجندية وأخذه فرميانوس القائد الأكبر للجنود صديق أبيه أودكسيوس وجعله التالي له علي كل الجيش فأحبه الجميع للطفه وتقواه .

في البرية

ولكن حدث أن صدر منشور من قبل الملكين الجاحدين دقلديانوس ومكسيميانوس يأمران فيه بالسجود للأوثان وتقديم القاربين لها. وبلغ ذلك القانون أفريقية وقرئ علانية. فبادر الحكام بتنفيذ أوامره في كل الأوساط وشاع هذا الخبر وسط الجند أيضاً. فلم يحتمل القديس أبا مينا أن يري الكثيرين وقد سقطوا صرعي أمام خداع الشيطان الدنئ. فقام في شجاعة ووزع كل ثروته وممتلكاته بين المحتاجين، ورحل الي الصحراء ليتمكن من التمتع بالعشرة الألهية في عبادة نقية مع فادية وحبيبه، مردداً قول داود في المزمور :

" وقد رأيت عصياناً وخصاماً في المدينة ولذلك كنت أتجول بعيداً وظللت في القفر " مز 52 : 9، 7

رؤيا القديس

وبعد أن قضي وقتاً طويلاً في البرية أي حوالي خمس سنوات في نسك كثير وأصوام وصلوات مع هذيذ .......

حدث في أحد الأيام بينما هو قائم يصلي أشرقت نعمة الله عليه من السماء فرفع عينيه ورأي الشهداء الذين أتموا جهادهم وهم يكللون بواسطة الملائكة فيؤخذون الي السماء ويضيئون أكثر بهاء من الشمس. عندئذ إشتاق في قلبه أن يصير شهيداً علي أسم ربنا. وسمع الرب يسوع أنات قلبه هذه الملتهبة حباً. وإذ بصوت من السماء يرن في تلك الساعة قائلاً " مبارك أنت يا أبا مينا لأنك دعين للتقوي منذ حداثتك. لذلك سوف تحصل علي ثلاث أكاليل لا تفني ولا تزول بحسب أسم الثالوث المقدس الذي من أجله قد جاهدت :" واحد من أجل بتوليتك "، وواح

من أجل حياتك النسكية، وواحد من أجل أستشهادك. هذا وسوف يصبح أسمك مشهور بين الشهداء. لأني أجعل الناس من كل قبيلة ولسان يأتون ويعبدوني في كنيستك التي ستبني علي أسمك وفوق ذلك كله ستحصل علي مجد لا ينطق به ومجيد في ملكوتي الأبدي ".

إستشهاد القديس

نزوله الي العالم

عندما سمع المطوب هذا الكلام الإلهي أحس بشحنة روحية قوية تملأه، ونشوة من الفرح تغمره. وأخذته غيرة مقدسة فقام علي الفور وترك الصحراء ليمضي الي المدينة ويعترف جهاراً بأسم فاديه الحبيب فوقف في وسط الجمهور وأخذ يردد قول الكتاب المقدس ويصرخ ويقول بصوت عال :

"وجدني الذين لم يطلبوني، وظهرت لأولئك الذين لم يسألوا عني" أش 65 : 21، رو 10 : 20 .

فذهل الجمهور لهذا المنظر وحدث وصمت ولم يستطيعوا الكلام لأن هيئة القديس أبا مينا كان تحفها الوقار والهيبة بالرغم من مظهره النسكي وملابسه الخشنة حينئذ أخذ القائد يتسائل عما حدث : فأجابه البطل الشجاع " أنا مسيحي " فتعجب القائد جداً وقال له : " هل أنت تعطل الأحتفال السنوي بعيد الملوك مزدرياً بأوامرهم ؟ " وفي أثناء تساؤل القائد كانت أنظار الجموع تحدق بالقديس وتتفرس فيه وفي طلعته البهية وملبسه الحقير وشجاعته النادرة. وإذ ببعض الأتباع ( أتباع الملك ) يصرخون في وجة البطل قائلين للقائد ( بعد أن أخذتهم الحيرة والدهشة ) " نحن نعرف هذا الشاب جيداً فمنذ حوالي خمس سنوات كان يعمل جندياً في الفرقة المسماة لدتورياكون تحت قيادة فريميانوس البطل " !

أندهش القائد لساعته وأنتهر القديس قائلاً " يا هذا لماذا تركت جنديتك ؟ ّ وفوق الكل لماذا أعترفت أنك مسيحي " ؟ ! أجاب القديس " أنا جندي حقاً ز لكني أثرت أن أكوزن جندياً لربي يسوع المسيح لأجل مرضاه إسمه القدوس ".

القبض عليه

فأمر القائد بألقائه في السجن الي أن يخضع لأوامر الملك ويقدم السجود لألهته. ولكنه عاد وأستحضره في اليوم التالي وأخذ ينتهره قائلاً " أيها الكافر كيف تجرأت وأتيت في وسطنا بالأمس ولم تبالي بالشريعة ولم تخش الملوك ؟ وأجاب القديس في أتزان " لقد أجبتك بالأمس فكما قلت هكذا أعود ولأقول أيضاً إن عبادتكم دنسة " ...

قال القائد " أنظر كم نحن مترفقون بك، وكم نحن صبورون من أجل شبابك وبالأخص بسبب أنك جندي وإبن أحد قادة الجيش ..... والأن أخبرني أين كنت وأين ذهبت بعد أن تركت جنديتك أثناء تلك الفترة الطويلة " ؟!

أجاب القديس " إني أخترت بالأحري أن أنطلق لأسبح إلهي وأنا تائه في البراري والقفار وفي جوع وعري ساكناً وسط الحيوانات المتوحشة عن أن أعيش في العالم وأهلك في تنعم مع الضلال لأنه مكتوب في المزامير : " لا تهلك نفسي مع تلك للكافرين ولا حياتي مع تلك التي لرجال الدماء " مز 26 .

فأحتار القائد من شجاعته وحاول أستلطافه ليرجع عن معتقده ويقوم ليقدم ذبيحة للألهة فيصنع مسرة للملك ز أخذ يعده بمنحه رتباً عالية تفوق رتبة أبيه ... لكن القديس كان يجيب في وداعة أنه لا يهمني شئ من هذا كله وإنما طلبي الي ألهي ومنقذ حياتي من الفساد أن يهبني الإكليل الذي لا يفني ....


عذابات القديس

جلده بسيور جلد الثور

ضاق صدر الملك منه فأمر بأن يمدوه ويجلدوه بسيور من جلد الثور اللين الي أن تتشبع الأرض من دمه. ولما فعلوا به كان متهللاً لاهياً في الإسم المحبوب الذي كان قد تعود ترديده طول اليوم منذ طفولته. حتي تعجب الجميع فصاح به الأمير قائلاً : " إرحم شبابك وجمالك وأنهض ضح للألهة قبل أن يهلك جسدك ".

أجاب المطوب " كيف .... وهل أتخلي عن ألهي ؟ فلن يفصلني عنه شيئاً لا شدة ولا ضيق ولا إضطهاد ولا سيف .... " .

تعليقه علي الهيرميتاريم ( Hemetarim ) الهمبازين وكشط جسده .

حينئذ أمر القائد بأن يذيقوه أمر العذابات حتي يرجع عن عناده، وأصدر أوامره بتعليقه علي الهيرميتاريم وكشط جسده، حتي ظهرت عظامه منفصله، ووقف القائد غليظ الرقبة يناديه من وسط العذاب قائلاً " هل تشعر يا هذا بالعذاب أم لا ؟ " فأجاب القديس " إن عذاباتكم هذه إنما هي رأسمالي فهي تعد لي الأكاليل أمام المسيح ملكي وألهي ". تعجب القائد من لغة البطل هذه وتساءل " هل ألهك يا مينا يعرف أنك تقبل كل هذه الألام من أجل إسمه ؟ " أجاب البطل القديس : " كيف لا ونحن لحمه وعظامه وأعضاء جسده وهو الفاحص القلوب والكلي ويعرف الخفيات والظاهرات وإنما هو يسمح لنا بهذه الألام لينقينا ويطهرنا وكما أن الذهب لا يمكن أن ينقي بدون أن يصهر في النار هكذا غير ممكن أن نرضي المسيح بدون ألم. فنارك هذه بالنسبة إلينا مثل النار التي فيها يتنقي الذهب وبعد ذلك تنقضي سريعاً. أما نار جهنم التي تنتظر الأشرار سوف تحرق الي الأبد ".

عندئذ دهش القائد وقال له " إني أشفق عليك فهل تريدني أتركك يومين أو ثلاثة لكي تبتصر ".

أجابه القديس " لقد أنتهيت من التبصر جيداً قبل أن أتي الي هنا بزمان، وتأملت جيداً العالم كله المقضي عليه بالفناء ".

تمزيق جسده بسحبه علي أوتاد حديدية

فأحتدم القائد غيظاً وأمرهم أن يحضروا أوتاداً حديدية حادة ويثبتوها ثم يسحبوه عليها الي أن يتمزق جسده كله وكان القديس محتملاً الألم بفرح وتهليل وأخذ ينادي الأمير قائلاً " ماذا تظن أيها الشقي هل كل عقاباتك هذه وعذاباتك تستطيع أن تزحزحني أو تفصلني عن محبة المسيح ؟ ألا تعلم أنه مكتوب

من سيفصلني عن محبة الله التي في المسيح يسوع. أشدة أم ضيق أم أضطهاد أم جوع أم عري أم خطر أم سيف " ( رو 8 : 35 ) .

تدليك جسده بمسح شعر

وبعد أن تمزق جسد القديس كله أمر القائد أن يحضروا مسح شعر ويدلكوا بها جراحات جسده ولكن الرب يسوع الحنون لم يجعل القديس يشعر بشئ فلم يتأثر مطلقاً.


عدل سابقا من قبل † jos † في الإثنين نوفمبر 17, 2008 11:08 pm عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.anstasia.ahlamontada.com
† jos †
مشرف عام
مشرف عام
† jos †


ذكر
عدد المشاركات : 3470
العمر : 44
البلد : قنا
تاريخ التسجيل : 19/08/2007

سيرة القديس العظيم مار مينا العجايبي Empty
مُساهمةموضوع: رد: سيرة القديس العظيم مار مينا العجايبي   سيرة القديس العظيم مار مينا العجايبي Emptyالجمعة نوفمبر 14, 2008 11:11 pm

وضع مشاعل ملتهبة تحت ضلوعه

عندئذ أحتار القائد وقال " نعم إني أنا الذي سأجعل قساوة قلبك وأحتمالك يتلاشي "، وأمر بأحضار مشاعل ملتهبة لكي يضعوها تحت ضلوعه وبالفعل أشعلت النيران تحت الشهيد النبيل لمدة ساعتين كاملتين ولكن بسر ألهي لم يشعر بشئ.

وتعجب القائد وأحتار من أمر هذا الشاب القوي وكان يتأمل كيف يحتمل الألام المريرة دون أن يضطرب والنار تشتعل من تحته دون أن يتأوه !

وسأل القديس ما هذا الذي أراه وكيف يكون هذا ؟ أجابه البطل الوديع " إن ربي يسوع المسيح هو الذي أعطاني ويعطي دائماً جميع أولاده الذين يقبلون الألام علي إسمه القدوس القوة والسلام والفرح، وهو الذي يطمئننا بقواه الألاهي " لا تخافوا من الذين يقتلون جسدكم لكن روحكم لا يقدرون أن يهلكوها : مت 10 : 28 .

كسر أسنانه

عندئذ أمر القائد بأن يضربوه علي فمه إلي أن تكسرت أسنانة والقديس صامت بلسانه وقلبه يلهج بالشكر لإلهه الذي حيبه مستحقاً أن يتألم من أجل أسمه. وكان يتأمل هذا المنظر أحد الحراس ويدعي Helisdous فألتفت الي القائد قائلاً " إن جنس المسيحيين يا سيدي يستعذب العذابات ويحتمل الألام لأن الموت هندهم أحلي من الحياة !!

إرساله الي الوالي

أخيراً بعد أن تعب من تعذيبه وفشل في إقناعه حتي يعدل عن رأيه عزم أن يرسله الي الوالي ليتدبر أمره بنفسه. وكتب إليه شارحاً له ظروفه والتهمة الموجهة ضدة وهي كونه مسيحي بالرغم من أنه يعمل في الجيش وكان جندياً موصوفاً بالشجاعة. وأنه بناء علي هذه الأسباب قام بتعذيبه بقوة شديدة، ومع ذلك لم يلن ولم يتزعزع عن معتقده. وبالتالي لم يطع أمر الملك بشأن تقديم الذبيحة للألهة الكرام .

و يلم الرسالة الي نفر من العسكر ووضعه علي سفينة معهم ليقتادوه الي الوالي .

تعزية السماء

ركب مينا السفينة والحراس من حواليه. ولما أقلعت بهم كان القديس مسترسلاً في تأملاته مناجياً حبيبه خالق السماء والأرض والبحر وكل ما فيها بينما هو علي هذا الحال جاء صوت من السماء منادياً ومشجعاً إياه قائلاً : " لا تخف يا حبيبي مينا لأني سأكون معك إينما تحل. وسأتقدمك الي مجلس القضاء والي أن تكمل جهادك " وملأ المخلص محب\يا شهيده بالمجد والنعمة حتي أن الجنود المكلفين بتسليمه الي الوالي لم يستطيعوا أن ينظروا الي وجهة المبارك.

في السجن

و عندما وصلوا الي الميناء نزل القديس يقتاده العسكر مع أخين كثيرين وسلموا من معهم الي الوالي، الذي أمر علي التو بأن يلقوا جميعهم في السجن الي أن تفحص قضيتهم، فأخذ مينا يشجع أخوته وشركاءه في الضيقة وفي ملكوت يسوع المسيح وصبره يشابه القائد الشهم العظيم الذي يحث جنوده علي القتال في الحرب من أجل ملكهم فكان في وسطهم مشرقاً كالشمس حتي أن جميع أولئك القديسين وجدوا عزائاً من كلمات النعمة الخارجة من فمه .

ظهور المخلص له

و أهتزت السماء لصمود هؤلاء الأبطال الصغار الذين قهروا ملوكاً وشهدوا أن العالم مغلوب منهم لأن الذي فيهم أعظم من الذي في العالم وأن الغلبة التي تغلب العالم هي إيمانهم ( 1 يو 4 : 5 )

و في هذه المرة لم يقتصر حنان الرب علي أن يسمعه صوته الحنون بل يظهر له عياناً وهو في السجن وأخبره بما سيحدث له وبما أعد له. ثم رشم جسده بالزيت المقدس وأعطاه تحية السلام ذاك السلام الذي لا يستطيع العالم أن ينزعه منه، وصعد الي السماء فإنتعش القديس وتلذذ بالعربون السماوي .

أعادة جلده بسيور جلد الثور

و في اليوم التالي أستدعاه الوالي الي مجلس القضاء. فلما مثل أماه أخذ يلاطفه ويحاول بكل جهد أن يتملقه. فلما لم يجد حيلة توعده بالموت إن لم يخضع ويذبح للألهة. وأمام أصرارة أمر بأن يجلد بسيور من جلد الثور اللين ففعلوا به كما أمرهم.

محاولة نشر جسده

و لم يكتف بذلك ذاط الطاغية بل أمر بنر جسده بمنشار حاد. ولكن عندما بدأوا في تنفيذ الأمر ووضعوا المنشار علي جسد القديس فوجئوا بأن المنشار الحديدي الصلب أخذ يذوب مثل الشمع الذي يشتم رائحة النار أحس القديس أن ذلك حدث بسبب يد المخلص الطاهرة التي دهنت جسد كله فبارك الله الحنان .

قطع رأسه الطاهرة

أحتار الحاكم في أمره. فكتب قضيته هكذا " حيث أن الجندي مينا المسيحي قد رفض أن يطيع أمر الملك العالي ويذبح للألهة نأمر بأن تؤخذ رأسه بالسيف ة يحرق جسده بالنار .
و أصدر أمره الي عسكره بتنفيذ الحكم فوراً ..... فأقتادوه الي مكان العقوبة فسار بينهم فرحاً مبتهجاً مرتلاً بالتسابيح وأخذ يحدث الجموع التي أحتشدت وراءه لتتبعه من الرجال والنساء والهبان المتعبدين أيضاً لكي يثبتوا في الأيمان بالمسيح الرب حتي بلغ المكان المحدد .

فركع ورفع عينيه نحو السماء وصلي صلاة حارة مقدماً نفسه في أيدي الأب السماوي.

و بعد الصلاة مد عنقه فضربه السياف ضربة قاسية فأكمل شهادته وكان ذلك يوم الخامس عشر من شهر هاتور. أيام حكم دقلديانوس ومكسيميانوس الملكيين العاصيين المنبوذين .

حرق جسده بالنار

بعد كمال جهادة في ذلك اليوم المشهود أتي الجندي المكلف من قبل الأمبراطور في 15 هاتور من 309 م وضرب رقيته المقدسه بحد السيف. ثم أوقد الجند ناراً وطرحوا فيها جسد القديس فمكث ثلاثة أيام وثلاثة ليالي داخل لهيب النار. ولكن بقوة إلهة الجبار لم تؤثر فيه طبيعة النار .

فأتي بعض إخوة المؤمنين، وبعض رهبان نساك ممن تبعوه ساعة إستشهادة وأخذوا الجسد من وسط النيران وهم يمجدون الرب يسوع لأنه عظيم الصنيع مع حبيبه مارمينا ثم كفنوه بأكفان غاليه ودفنوه بكل وقار في مكان لائق في تلك المدينة.

جــــسد القــديـــس


[size=16]إلهنا الصالح حفظ للكنيسة جسد القديس بأعجايب عظيمة عبر 16 قرناً من التخريب والهدم والتدمير .

و يمكن تتبع وجود جسد القديس في سبعة نقاط وهي تكشف أسرار الله التي صنعها للحفاظ علي الجسد :

[size=21]المؤمنون يأخذون جسده


عند إستشهاد القديس، أخذ المؤمنون جسده الطاهر ودفنوه بأكرام عظيم في مدينته، حسب التدبير الألهي الي أن أتي الوقت للكشف عنه .

القائد أثناسيوس يحتمي بالقديس

خرج القائد أثناسيوس للحرب لحماية الكريوطيين من غارات البربر. وقبل أن يخرج للحرب أصر علي أخذ جسد مارمينا معه ليكون له شفيعاً وحارساً ضد هجمات البربر. فأسرع جنوده وكشفوا القبر وإذ بنور عظيم يشع منه فوقعوا جميعهم علي وجوههم وسجدوا لإله مينا، ثم حملوا الجسد وأخفوه في ملابسهم ووضعوه في مركب قاصدين الأسكندرية ومنها الي مريوط، وفي البحر هاجمتهم حيوانات مفترسة برقبات طويلة ووجوه كوجوه الجمال، فخرجت نار من جسد القديس وأنطلقت كالسهام في وجوهها فهربت في الحال، فتعجب الجميع ومجدوا الع القديس مينا وأمن بالمسيح من لم يكن مؤمناً وتبارك الجميع بجسد القديس.

و رأوا أن هذه الحادثه بشير بالنصر. وبعد خمسة أيام من التسبيح والفرح والشكر وصلوا الي الأسكندرية، ثم حملوا الجسد علي جمل الي مريوط ... وكانت يد الرب معهم وهزموا البربر بشفاعة مينا القديس ... وعند رجوعهم حملوا الجسد علي جمل ... ولكن الجمل رفض القيام والسير وظل في مكانه رغم الضرب الشديد، ثم نقلوا الجسد علي جمل أخر أقوي منه فلم يتحرك أيضاً، وهكذا جمل ثالث ورابع ... وعندئذ أدرك القائد أثناسيوي أن هذه هي أرادة الله أن يبقي جسد القديس في مريوط.

عندئذ جهز لوحاً من الخشب ورسم عليه صورة القديس ورسم عند رجليه صورة الوحوش البرية ذات الرقاب الطويلة التي كانت وجوهها تشبه وجوه الجمال وهاجمتهم في البحر ونجوا منها بواسطة النار التي خرجت من جسد القديس ثم وضع الأيقونة علي جسد القديس للبركة ( كما كانت عصائب بولس الرسول تشفي الأمراض ) ثم أخذها معه ليحملها معه أينما ذهب كل حين .

أما الجسد فصنع له تابوب من الخشب ووضعوا فيه بأكرام عظيم مع أيقونة أخري كالتي سبق وضعها، وبني قبراً صغيراً وضع فيها الجسد بأكرام عظيم ورجع الي الأسكندرية ومعه أيقونته الأولي عائداً بها الي بلدته وهو مملوء من كل بركة سماوية وفرح روحي عميق .

الكسيح يكشف مكان الجسد سنة 320 – سنة 325

يذكر لنا البابا يوحنا الرابع في مخطوطاته أن طفلاً كسيحاً منذ ولادته في قرية قريبة من مكان جسد القديس ... هذا الطفل أخذ يزحف حتي صار خارج القرية ... وبينما الطفل تائهاً خارج القرية وجد من بعيد مصباحاً منيراً فأسرع في زحفه حتي وصل الي ذلك المكان وإذ به قبر القديس، وهناك وقع عليه نعاس ورقد نائماً .

و خرج والداه يبحثان عنه وأخيراً وجداه نائماً هناك وبينما هما يصرخان في وحهه إذ به يقفظ ويجري حتي داخل القرية – وهناك أخبر كل من رأه بما حدث فخرجت القرية بأسرها فأبصروا نوراً فوق اقبر فمجدوا الرب جميعاً وأعترفوا بشفاعة القديس، ثم ذهبوا وأحضروا كل المرضي والمربوطين برباط الشياطين فنالوا جميعهم الشفاء – وأنتشر الخبر في كل مريوط وتوافدت الجموع لتتبارك من القديس – وهناك بنوا هيكلاً صغيراً علقوا مصباحاً ووسطه كالذي رأوه في البداية فأزدحم المكان بالزوار الذين كانوا يطلبون بركة القديس وبشفاعته كانوا ينالون الشفاء .... حتي ضاق بهم المكان وظهرت الحاجة الي بناء كنيسة كبيرة .

راعي الأغنام يكشف مكان الجسد

و يخبرنا السنكسار ومعظم المخطوطات أنه بعد زمن من دفن الجسد في مريوط لما أراد الرب تكريم شهيده وأن يبني هناك بيعة علي أسمه الطاهر. أن كان بظاهر المدينة راعي أغنام يرعي ي\بقرب المكان المدفون فيه الجسد. وفي أحد الأيام بينما كانت أغنامه ترعي نزل خروف أجرب الي بركة ماء بجانب موضع الجسد ولما خرج من البركة أخذ يتمرمغ في التراب فبرئ لوقته. فلما أبصر الراعي هذا الأمر بهت جداً وأخذته حيرة شديدة لكنه أستطاع أن يدرك أن سر الشفاء كامن في تراب تلك البقعة دون أن يفهم لأي سبب أو كيف، لكنه فرح لذلك وأخذ يبحث بين خرافه عن المريض منها ويأتي بالواحد تلو الأخر ويبله من ماء البركة ثم يمرغه في بقعة التراب العجيب فكان يبرأ في الحال. فمجد اله علي محبته له وأكتشافه هذا المكان الشافي الذي كان يبرئ كل العلل. وذاع خبر المكان حتي صار ينبوع بركة وأستشفاء لكل داء وأشتهر حتي بلغ أقصي الأرض. وسمع به ملك القسطنطينية وكانت له أبنه وحيدة مصابة بمرض الجزام فأرسلها مع حاشيتها الي مصر لتنال الشفاء من المكان العجيب. ووصلت مريوط ومضت الي راعي الأغنام الذي نال شهرة عظيمة فوصف لها كيفية العمل وأنها لابد أن تبلل جسدها بالماء ثم تمرغه في التراب .؟ وأطاعت الأميرة بكل أبتهاج وأستترت ثم صنعت كل ما أشار به عليها الراعي .

وقضت ليلتها في ذلك المكان الطاهر. فظهر لها القديس في الرؤيا وعرفها بنفسه وأمرها بأن تحفر في ذلك المكان علي عمق بعض الأمتار حتي تجد أعضاءه المقدسة. ولما أستيقظت وجدت أن أب المراحم قد تحنن عليها وشفيت تماماً. فدعت الجند وأمرتهم بالحفر بعد أن أعلمت الراهي بالأمر. ولما فعلوا كما طلبت فوجئوا بوجود أعضاء القديس في ذات المكان الذي أرشد عليه القديس لنفسه. ففرح الجميع وتهللوا وفي الحال أرسلت الي والدها تخبره بالبشري العظيمة ففرح كثيراً وبني هناك كنيسة علي أسم القديس وكرست يوم 15 بؤونة .

نقل الجسد الي كنيسة الأنبا أثناسيوس الرسولي سنة 363 – سنة 373

طالب شعب الأسكندرية والبلاد المجاورة بطريركهم المغبوط الأنبا أثناسيوس الرسولي ببناء كنيسة في ذلك المكان المقدس الذي يقع علي بعد 70 كم فقط الي الجنوب الغربي من الأسكندرية علي أسم حبيبهم وشفيعهم العجايبي فأجاب طلبتهم وساعده في ذلك البار جوقيان الذي تعهد بأتمامها فأتمها بكل جمال وزينها بالرخام الثمين المتلألئ كالذهب. وجعلوا فيه سرداباً خاصاً أودعوا في ذخائر القديس المقسة وكرست في أول أبيب في عهد أبن الملك جوفيان فلانتينوس وفالانس. وظل يحتفل بهذا العيد إلا أن أستبدل بعد ذلك بعيد تكريس كنيسته الكبري بمريوط والذي وافق عيد ظهور أعضائه كما يخبرنا الأنبا يوحنا الرابع في مخطوطه، كما يوافق نفس اليوم 15 بؤونة

نقل الجسد الي كنيسة الأنبا ثاوفيلس بمريوط سنة 395 – سنة 477

وفي رئاسة الأنبا ثاوفيلس البطريرك الثالث والعشرين، أزدهر مكان القديس وأزدحم بجموع الزاءريين فكتب البابا الي أركاديوس سنة 395 – سنة 418 أبن ثئودسيوس الكبير يشكو من ضيق المكان. فسمع الملك لطلب الأب البطريرك وعمل بقوة ملكية في بناء كنيسة كبيرة وبرع في زخرفتها حتي خرجت قطعة فنية، وجعلها واحدة مع كنيسة الأنبا أثناسيوس السابقة. ثم بني معمودية كبيرة الي غربها لتسد أحتياجات الكنيسة من جهة قبول الحشود التي كانت تتقاطر علي كنيسة العجايبي معترفة بالسيد المسيح ولم يتم بناؤها إلا في عهد ابابا تيموثاوس السادس والعشرين سنة 455.

كيفية وصول الجسد الي كنيسته بفم الخليج سنة 1320 – سنة 1330

(عن مخطوط بدير أبي سيفيين) حدث أيام حكم المعز 1320 – 1330. حين تزايدت غارات البربر علي مدينة الأسكندرية وأعمالها حتي أنهم كانوا يسبون أهلها وينهبون أموالهم بالأضطرابات التي يحدثونها في أراضي برقة بالخمس مدن الغربية. من أجل ذلم أختار المعز أحد الشخصيات الموثوق بها وعينه أمير علي الأسكندرية وكان أسمه " ملك التقوي " وعين له أحد الأعيان من الأقباط الأرثوذكسيين بوظيفة صاحب الديوان وكان يلقب بأسم " شيخ الضيعة التُريكي ". فرتبا الأثنان أن يسافرا الي برقة مع فرقة من الجنود للعمل علي أستتباب الأمن هناك، وفي أثناء سفرهم مروا علي مريوط ووجدوا كوماً عالي من الطوب – وفكروا في أستخدامه للطوب وبيعة لأهالي الأسكندرية. وفي أثناء سفرهم عثروا علي صندوق مقفول ففرحوا جداً لأنهم ظنوا أنه مملوء بالذهب .... ولما فتح الأمير " ملك التقوي " الصندوق فوجئ أن بالصندوق أنبوبة مزخرفة – ولما فتحوا وجدوا بها جسد إنسان ملفوفاً – عندئذ أمر الأمير أحد الجنود أن يلقي الصندوق بما فيه في النار ليحرق منعاً لبلبلة الأفكار من أن يظن أحد أن به ذهباً. ففعل الجندي كما أمر الأمير وألقي الصندوق في النار. وفي مساء هذه الليلة عندما قام الطباخ في الليل ليجهز الطعام رأي عاموداً من نور يضئ كالشمس صاعداً من وسط مكان النار الذي ألقوا فيه جسد القديس، ولما أقترب وتفرس فيه وجد فيه الأنبوبة – والجسد بداخلها والأكفان كما هم لم يحترقوا ... فأسرع الي شيخ الضيعة وأيقظه ليري الأمر. ففرح الشيخ جداً ومجد الله وتأكد أن هذا هو جسد أحد القديسين. فلفه في أكفان حرير وأعطاه لأحد غلمانه وأمره بأن يذهب به الي منزله ببلدة أشمون الرمان وأن لا يخبر أحداً بهذا الأمر لحين عودته.

ولما رجع شيخ الضيعة من مأموريته في برقة الي منزله، أستدعي الأب الأسقف الذي أمره أن يوقد قنديل أمامه. وبعد ذلك أنتقل هذا الشيخ الي بلدة بنها العسل، فأخذ معه الجسد وأوقد أمامه القنديل. وفي أحد الليالي كان حاضراً عنده راهب قديس أسمه أسحق وفي أثناء نومه أيقظه أنسان من النوم فقام مذعوراً متألماً فيه، فإذا به يجدوه راكباً علي حصان ووجهة يضئ مثل الكوكب وهو يقول له أتبعني ثم أخذه الي الغرفة حيث الصندوق كان موضوعاً. ولما سأله الراهب أسحق عن أسمه قال له أنا هو مينا الذي أستشهدت في الجيل الربايع يوم 15 هاتور. جسدي موضوع داخل الصندوق وللحال أختفي عنه. ففرح أسحق الراهب جداً وذهب لشيخ الضيعة وقص له ولكل بيته كل ما رأي وسمع. وكان لهذا الشيخ التقي أبنه عذراء تسمي ست القبط نذرت بتوليتها للمسيح – فأوصاها والدها أن تخدم القديس كل أيام حياتها ففرحت جداً ... ونظراً لقداستها كانت تري القديس عياناً مرات كثيرة ويشكرها علي محبتها وخدمتها لجسده .

وبعد قليل تنيح القص النقي الذي كان يحضر لرفع البخور أمام أيقونة جسد القديس فأختاره أخر أسمه القس ميخائيل الذي كان خادماً لكنسية مارجرجس ببنها العسل وأخبروه بالأمر.
ففرح جداً وكان يرفع البخور أمام القديس كل يوم ولما تنيح هذا الكاهن أيضاً أختار الشعب رجل تقي قريب لشيخ الضيعة وأختروه قساً علي بيعة العذراء بناحية أتريب " بنها " وكان هذا القس يحضر لرفع البخور أمام جسد القديس يومياً .

ولما علم القس يوحنا الصائغ خادم كنيسة مارمينا بفم الخليج بظاهر مصر بوجود جسد القديس صاحب البيعة بمنزل شيخ الضيعة وأن عذراء أسمها ست القبط تخدمه، حينئذ سافر اليها وأعلمها أن أجساد القديسين ينبغي أن تحفظ بالكنائس ووعدها بأن تقيم معه في الكنيسة وأن تخدمه كل أيام حياتها فوافقت علي ذلك وأعلمت هذا الأب أن القديس ظهر لها وقال لها " أنا ماضي الي مكان أخر " ولما علم أعيان القاهرة بذلك حضروا لأخذ الجسد فمنعهم أهل قرية بنها العسل الي أن تدخل البابا بنيامين وأمر بنقل الجسد الي كنيسة مارمينا بفم الخليج .

نهاية الرحلة

و في الأيام المباركة في حبرية البابا كيرلس السادس نقل جسده (أو جزء منه) الي مكانه الأصلي بدير مارمينا بمريوط حيث أعلن الروح من البداية أن هذا هو مكانه الذي سيستقر فيه.
[/size][/size]


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.anstasia.ahlamontada.com
† jos †
مشرف عام
مشرف عام
† jos †


ذكر
عدد المشاركات : 3470
العمر : 44
البلد : قنا
تاريخ التسجيل : 19/08/2007

سيرة القديس العظيم مار مينا العجايبي Empty
مُساهمةموضوع: رد: سيرة القديس العظيم مار مينا العجايبي   سيرة القديس العظيم مار مينا العجايبي Emptyالجمعة نوفمبر 14, 2008 11:12 pm

الـــرهبنة فــي ديــر مــارمــينا


لقد مرت رهبنة أفا مينا بثلاث حقبات هامة ولكن الملاحظة الخطيرة هي أزدهار الرهبنة قبل تعمير المدينة، وفتور الرهبنة كلما أزدهرت المدينة. وهذا يؤكد أن الأباء الرهبان كانوا يقومون بتعمير المكان بعد أن يخربه المعتدون .

الحقبة الأولي:

يذكر لنا التاريخ أنه في بداية أكتشاف جسد القديس مارمينا وزيوع سيرته العطرة في بداية القرن الخامس، أندفع الكثير من الشباب الذي عمر قلبه بمحبة المسيح وتكشفت له حقارة العالم فقام وباع كل ما يملك وذهب ليتعبد في هذا المكان المقدس .

و في سيرة القديسة أيلارية " الراهب أيلاري " يذكر لا أنها عندما وصلت الأسكندرية مضت لزيارة كنيسة القديس بطرس خاتم الشهداء ورافقها أحد الشمامسة الي برية أنبا مقار، وأثناء ذهابهم مروا علي دير أفا مينا وتباركوا من المكان ثم واصلوا سيرهم الي دير أنبا مقار.

و الخبر الخطير أن الحفريات الأثرية التي تمت حديثاً في أيرلندا – علي أطلال كنيسة أثرية تقع علي بعد 25 كم من بلدة بلفاست وظهر أن هذه الأثار تقع في المنطقة التي يطبق عليها أسم منطقة " مينا " مما يدل علي أن الرهبان السبعة الذين حملوا شعلة الأيمان لتلك المنطقة لابد وأنهم كانوا ضمن رهبان أبا مينا بمريوط .

و الذي يملأ قلوبنا فرحاً وفخراً أن الكنيسة الأيرنلدية تحتفظ في صلواتها الي يومنا هذا بصلاة خاصة للأباء الأقباط الذين حملوا اليهم شعلة الأيمان. وهذا الخبر يعطي رهبان أفا مينا شرف الكرازة الحقيقية ... الكرازة بدون عصا ولا كيس ولا مزود ولا أمكانيات أرساليات القرن العشرين .

الحقبة الثانية:

بعدما تخربت المدينة العظيمة في عصر الدولة العباسية – في أواخر القرن التاسع وأوائل العاشر – بدأ الدير يزدهر من جديد ويكثر عدد الرهبان به وذلك في عصر البابا شنودة الأول .

الحقبة الثالثة:

و في العصر الذي باركنا الله فيه، وأعلن مجده وأقام من التراب أسوار شامخة، وحول القفر الي مكان ترتفع فيه الصلوات طوال النهار علي مذبحه الناطق السمائي، عصر البابا كيرلس السادس الذي أنار برية أفا مينا ... والذي بصلواته مازال هكذا يشع في عهد خليفته البابا المكرم الأنبا شنودة الثالث .

بدأ البابا العظيم الأنبا كيرلس برفع القداسات علي حجارة الأطلال بأسرار وإيمان، وبني كنيسة صغيرة بأسم الأنبا صموئيل المعترف، وكان تلميذه الأول الراهب القس متياس السرياني ( نيافة الأنبا دوماديوس أسقف الجيزة ) ...

كما أقام أول راهب علي برية أفا مينا بأسم الراهب مينا أفا مينا ( رئيس الدير الحالي ) ... وهكذا في سنةات لم تتجاوز 14 عاماً أصبح دير مارمينا قلعة للصلاة، تقام فيه القداسات المستمرة يومياً حفظاً لطقس البابا العظيم الذي قامت كل أعماله علي الصلاة ورفع القرابين .. ولما سألنا البابا عن سر رفع البخور صباحاً ومساء كل يوم. قال راجع سفر الخروج " يوقده. وحين يصعد هرون السرج يوقده بخوراً دائماً أمام الرب في أجيالكم " خر 30 : 7، 8

إلهنا الحبيب الصالح نسأل أن يحفظ هذا المكان عامراً بالرهبان الذين يرفعون الصلاة الدائمة عن الكنيسة بلا توقف بل بجهاد والحاح .

وقد أتم غبطته وضع حجر الأساس للدير يوم 17 هاتور الموافق 27 نوفمبر سنة 959 م.

مــدينة مــارمـــينا



بناء المدينة
[size=16]ومع أزدهار المكان وكثرة المعجزات التي كانت تتم بواسطة شفاعة مارمينا العجايبي أصبح يتوافد الي المكان الألاف من أقاصي أرجاء المسكونة .[/size]

[size=16]وسمع الملك زينون المحب للمسيح بذلك وفرح، وذلك في أيام رئاسة الأنبا تيموثاوس الثاني البطريرك الـ 26 ( 455 – 477 ). فأمر كل الرتب الشريفة في المملكة أن تأتي وتعمر المكان الطاهر ويبني كل منهم قصراً في المنطقة كما كتب لأرخنة الأسكندرية أيضاً وما حولها أن يبني كذلك كل منهم منزلاً لنفسه هناك. الي أن جعلوا هذا المكان مدينة وسميت بأسم Martyropolis أي مدينة الشهيد. وأقام الملك بذاته بيوتاً خاصة لأضافة الغرباء، ولكي يضمن الملك أستقرار المدينة والمعيشة فيها ولا سيما حراسها من غارات البربر – أقام في المدينة حامية قوامها 1200 جندي. وهكذا كبرت المدينة وعظمت جداً. ولإذدياد عدد المرضي الوافدين للأستشفاء أقيم فيه الحمامات الضخمة علي بعد 170 متراً من كنيسة البابا أثناسيوس. وكانت المياة تصل أليه عن طريق قناة طويلة تغذي مجموعة كبيرة من الأحواض والحمامات. ونسق المكان علي أحدث الطرق الهندسية بحيث يكفل راحة الزائرين الكثيرين من أقاصي الأرض يلتمسون البركة. فخصصت القاعات الفسيحة من الحمامات المزودة بالقاعات الرخامية لإستقبال للمرضي، وشيدت كنيسة خاصة أيضاً بجوارها من الجهة الشمالية.[/size]

[size=16]والمدينة كان بها سوق كبير ليستطيع من يحضر أن يشتري كل حاجاته دون أن يجد صعوبات وأمتلأت المدينة بالمرافق الحية والأسواق والمصانع المتوعة للزجاج والأواني الخزفية. وهكذا تحولت الي مدينة عظيمة متحضرة تملأها القصور الرخامية والحمامات الشافية حتي وصفها الكثيرين أنها المدينة الرخامية وقال عنها المؤرخ صوفونيوس سنة 650 – 638 " إن كنيسة مارمينا الشهيد والمضيفة التي أمام الكنيسة هما مفخرة ليبيا ... " ومما زاد المدينة شهرة أنها تقوم في منطقة مريوط القريبة من الأسكندرية العظيمة المدينة المحبة للمسيح.[/size]

شهرة القديس والمدينة

[size=16]كان المرضي يأتون من كل مكان في العالم ليستشفوا بشفاعة مارمينا الأمين. وكان الصناع المهرة يصنعون قنينات فخمة من الفخار ليملؤها من الماء المقدس حيث يأخذه الزاءرون العائدون لبلادهم البركة والشفاء. ومما يدل علي أتساع شهرة القديس أن هذه الأواني وجدت في بلاد عديدة متباعدة مثل كولونيا وهيدرلبرج بألمانيا ومارسيليا بفرنسا ودلماتا بيوغوسلافيا وكيلانو بأيطاليا.[/size]

[size=16]و وجدت كذلك في أنجلترا وفي مدينة دنجلة بالسودان وكذلك في مدينة أورشليم .[/size]

[size=16]وكان يصور الصانع علي القنينة الفخارية صورة مارمينا وعند قدمية الحيوانات البحرية السابق وصفها وعلي البعض الأخر كان يرسم صلباناً أو أسم الرب يسوع وهكذا ... وعندنا في المتحف القبطي واليوناني بالأسكندرية مجموعة كبيرة من هذه الأواني المقدسة.[/size]

بداية الغروب

[size=16]وهكذا بعد ذلك التاريخ الطويل والشهرة الواسعة يذكر لنا المؤرخ بوتشر أنه بعد الفتح العربي بات عدد الزوار يتضائل والسكان يتناقصون، وبدأ الخراب يدب في المدينة من كل جانب من ناحية البرب الأتين من ليبيا ومن المدالجة – قبيلة من مدينة مكة في الحجاز – الأتية من الشرق .[/size]

[size=16]وأزدادت فترة الفوضي عقب مدة هرون الرشيد سنة 809 وسقطت المدينة في يد البربر حيث أحرقوا جزءاً كبيراً منها وأنقطع الناس نهائياً من زيارة المدينة .[/size]

[size=16]وفي عصر المأمون سرقطت أغلب محتويات الكنيسة الرخامية الثمينة من أعمدة وجدران بحسب أمر الملك أبراهيم الخليفة المعتصم الأبن الثالث لهارون الرشيد الذي طلب جميع الأعمدة الرخامية من الكنائس لبناء قصراً له في مدينة سامرا سنة 836 وبالفعل وجد في مدينة مارمينا ضالته المنشود ( كما يذكر التاريخ ) فهدم الكنائس ونهب رخامها حتي أندثرت الكنيسة الكبيرة نهائياً وكل مافيها من كنائس ومساكن للرهبان وأماكن للضيافة بكل ما كان لها من عظمة ومجد وتراث زال كلية ولم تترك سوي كومة حزينة من الحجارة.[/size]

محاولات لتجديد المدينة

[size=16]قام الأب البطريرك الأنبا يوساب الأول ( البطريرك 52 ) سنة 738 م وحاول أعادة بناء الكنيسة، فرمم الكنيسة التي بها جسد القديس أي كنيسة الأنبا أثناسيوس وزينها بصفائح ملونة عوض الرخام المسروق. ولكن لم تدم العمارة كثيراً إذ أغار قوم من العربان سنة 767 في عهد البابا شنودة الأول ( البطريرك الـ 55 ) أغار هؤلاء العربان وهم من المدالجة السابق ذكرهم وهدموا كل ما فيها حتي صارت برية بعد أن كانت مسرة لجميع شعب مصر.[/size]

[size=16]أما جسد القديس فالبرغم مما حدث فقد ظل محفوظاً تحت الأنقاض في الحجرة السفلية فلما أنهارت عليه الجدران والرخام والأثار النفيسة ظل مستوراً ومجهولاً فترة من الزمن كما سبق وأشرنا عن طريق أكتشافه ونقله الي كنيسة فم الخليج.[/size]

التخريب من جديد

[size=16]في القرن 19 سنة 1815 – 1884 في عهد محمد علي باشا يذكر لنا التاريخ أن برامكي بك محافظ الصحراء الغربية عندما عاين أطلال المدينة لم يشأ أن يترك ما تبقي من رخام – بل أنتزعه وأستخدمه في بناء مدينة أبوصير القبلية وأطلق عليها أسم برج العرب.[/size]


أعادة أكتشاف المدينة في القرن العشريين

[size=16]نشكر ألهنا الحنون لأنه بالرغم من طول الزمان وهول الأضطهاد والتخريب أن بدأ الله يسخر العلماء عن كشف السر المستور، إذا بدأ العالم الأماني "كارل ماريا كوفمان" سنة 1906، 1907 يكتشف المنطقة بما فيها من أثار – لكنه أيضاً لم يشفق علي أثارها بل نقل معه الي بلده 100 صندوق من الحجم الكبير مملوء تحفاً بديعة وتيجان الأعمدة الرخامية وأشياء كثيرة، وهذه ما تزال موجودة في متحف فرانكفورت بألمانيا الغربية.[/size]

[size=16]وتحركت متاحف العالم للإستيلاء علي الأثار ولكنه "كوفمان" كان قد أستولي علي أغلبها.[/size]

[size=16]ويقوم الأن بعض الباحثين الألمان بتكليف من المعهد الألماني للأثار بمعاونة المتحف القبطي بعمل حفريات جديدة ودقيقة. لا يمكن أن ننسي الجهد العظيم الذي قامت به جمعية مارمينا العجايبي بالأسكندرية في الأعلان عن مكان الدير وإقامة الرحلات ونشر الوثائق التي قام بها الدكتور منير شكري .[/size]

[size=16]ونذكر بالخير الرجل المعظم المرحوم بانوب حبشي عضو جمعية مارمينا العجايبي الذي كان يعمل وقتئذ مديراً للمتحف الروماني اليوناني بالأسكندرية، إذ نقل في أحد أجزاء المتحف القبطي في عصر مارمينا.[/size]

الفجر يشرق

[size=16]لما أراد الله، الله وحده أرسل صديقاً شخصياً للقديس مارمينا العظيم ليقيم من التراب ديراً عظيماً لماريمنا .[/size]

[size=16]فلقد كان مارمينا شفيعاً أميناً للراهب مينا البراموسي المتوحد الذي ولد عام 1902 ودخل دير البراموس راهباً سنة 1927م ثم رسم قساً بأسم القس مينا. ترك الدير ثم توحد في أحد طواحين الهواء بمصر القديمة وكان يذهب في عيد مارمينا الي أطلال كنيسة مريوط حيث يقيم صلاة من القلب طالباً من شفيعة أن يعطيه القدرة علي ذلك.[/size]

[size=16]أراد أن يسكن هناك – ولكن قيام الحرب العالمية الثانية جعلت هذا المكان عسكرياً لا يسكن به أحد .[/size]

[size=16]وفي فبراير سنة 1959 أرسل القمص مينا المتوحد خطاباً الي الدكتور منير شكري رئيس جمعية مارمينا بالأسكندرية، يبلغه أنه سمع أن الكنيسة اليونانية ستشتري أرض دير مارمينا لتقيم ديراً هناك – وهذا خبر أزعجه جداً ويرجو أن تسعي الجمعية لشراء هذه الأرض وهو بدوره يريد أن يدفع في هذا المشروع كل ما يملك حتي ثمن جلبابه.[/size]

[size=16]وإذ بالسماء تستجيب بسرعة أسرع من الخطابات ففي 10 مايو من نفس العام 1959 رسم بابا وبطريركاً للكرازة المرقسية وللحال بدأ بأقامة أول قداس علي أطلال الكنيسة القديمة في العراء يوم 22 يونيو سنة 1959 ( 15 بؤونة ) – وكان يوماً مشهوداً. أحس فيه الجميع أن روح مارمينا تنتفض من أجل صلوات صديقة البابا كيرلس السادس .[/size]


[size=16]أ*- ففي 2 بشنس 10 مايو سنة 1959 رسم البابا كيرلس السادس.[/size][size=16]
ب*- وفي 15 بؤونة 22 يونية سنة 1959 صلي أول قداس في العراء.
[/size]
[size=16]
ت*- وفي 15 هاتور 24 نوفمبر سنة 1959 وضع حجر الأساس لدير مارمينا الخالد حيث تم بناؤه في نوفمبر 1961 .
[/size]
[size=16]
ث*- عين له وكيلاً القمص متياس السرياني (الأنبا دوماديوس أسقف الجيزة حالياً) لإقامة الصلاة فيه ليلاً ونهاراً كل يوم.
[/size]
[size=16]
ج*- وفي 15/2/1962 نقل البابا جزءاً من جسد مارمينا بكنيسة فم الخليج الي ديره – حيث أستقر في مكانه الأصلي.
[/size]
[size=16]
ح*- و كان يقضي أغلب وقته للصلاة في الدير وبني سوراً هائلاً علي مسافة 50 فداناً يقف شامخاً في في وسط الصحراء معبراً عن عظمة مجد مارمينا .
[/size]
[size=16]
خ*- أخيراً في 27 نوفمبر 1969م وضع أساس أكبر كاتدرائية في الأديرة لها سبعة هياكل – لم يكمل بنائها ولكنه ترك وصية أنه لابد أن ديفن تحت مذبحها. إذ أنه تنيح في 9 مارس 1971 .
[/size]
[size=16]
د*- و في 15 هاتور – 24 نوفمبر سنة 1972 نقل جثمانة الطاهر من الكاتدرائية الكبري بالأنبا رويس التي بنيت في عهده الي دير مارمينا حسب وصيته.
[/size]
[size=16]
ذ*- أستقبل الجثمان هناك غبطة البابا المعظم الأنبا شنودة الثالث وعدد كبير من المطارنة والكهنة والشمامسة والشعب وكان هذا اليوم يوم مطير – فرح به عرب الصحراء وأعتبروه علامة رضاء من السماء – وأصروا بعناد أن يحملوا علي رؤوسهم جثمان البابا الي داخل الكنيسة تعبيراً منهم أن صلواته كانت مصدراً للخير والمطر في صحرائهم، وفي هذه الليلة نقل الجثمان الي المقبرة التي أعدت لأجله في كاتدرائية مارمينا الجديدة.
[/size]
[size=16]
ر*- مازال العمل مستمراً في إكمال الكاتدرائية الخالدة بهمة رهبان مارمينا ورئيسهم القمص مينا أفا مينا ( تلميذه الأول ) الذي حمل من روحه في الصلاة كل يوم ليل ونهار وإقامة القداسات اليومية.
[/size]
[size=16]
ز*- أخيراً أصبح قبر البابا كيرلس السادس مع قبر صديقه القديس العظيم مارمينا العجايبي مزاراً لكل الأقباط من جميع أنحاء القطر يأتون للتشفع وأخذ البركة ونوال الشفاء وعمل المعجزات. صلواتهما تكون معنا أمين.

[/size]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.anstasia.ahlamontada.com
سميراشرف
مشرف عام
مشرف عام
avatar


عدد المشاركات : 156
تاريخ التسجيل : 22/08/2007

سيرة القديس العظيم مار مينا العجايبي Empty
مُساهمةموضوع: رد: سيرة القديس العظيم مار مينا العجايبي   سيرة القديس العظيم مار مينا العجايبي Emptyالإثنين نوفمبر 17, 2008 1:57 pm

thank yoooooooooooooooooooooou
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
† jos †
مشرف عام
مشرف عام
† jos †


ذكر
عدد المشاركات : 3470
العمر : 44
البلد : قنا
تاريخ التسجيل : 19/08/2007

سيرة القديس العظيم مار مينا العجايبي Empty
مُساهمةموضوع: رد: سيرة القديس العظيم مار مينا العجايبي   سيرة القديس العظيم مار مينا العجايبي Emptyالإثنين نوفمبر 17, 2008 11:09 pm

شكرا ليك يا سمير علي مشاركتك وتشجيعك ربنا يباركك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.anstasia.ahlamontada.com
 
سيرة القديس العظيم مار مينا العجايبي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الشهيد العظيم مار مينا العجايبي
» سيرة + فيلم + ترانيم + معجزات + ملفات وورد + صور القديس أبسخ
» +++((( سيرة القديس العظيم فيلوباتير مرقوريوس )))+++
» سيرة القديس العظيم ابونا اندراوس الصموئيلى
» +++((( سيرة القديس العظيم البابا كيرلس السادس )))+++

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
Anstasia Forum :: المنتدى المسيحى العام :: سير القديسين-
انتقل الى: