هكذا أحب الله العالم حتى بذل إبنه الوحيد لكى لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية ( يو 3 : 16 )
سارت سيدة أرملة هندية ومعها إبناها في رحلة طويلة حتى بلغت إلى شاطئ نهر جانجز Ganges المقدس في منطقة فاراناسي Varanasi. هناك ركع الثلاثة يصلون للنهر المقدس.
وبعد الصلاة أمسكت بإبنها البكر المحبوب لديها جدًا، وضمته إلى حضنها بحبٍ شديدٍ، ثم إنهارت تقبِّله على وجهه، وأخيرًا دفعت به إلى منطقة بها دوامة لتقدمه ذبيحة حية للنهر المقدس.
بعد قليل سألها بعض الهنود: لماذا ألقيتي بالإبن البكر ولم تلقِ بالأصغر وهو إنسان مريض، ذبيحة للنهر؟ أجابت: إن آلهتي تطلب مني أفضل ما لديَّ، أليس الأمر كذلك؟!
حقًا إن هذه الأرملة الوثنية توبخنا حين نقدم لإلهنا، لا من أعوزنا، ولا ما هو أفضل ما لدينا بل ما يفضل عنا. إن كانت السيدة الوثنية قدمت ابنها البكر، فألقت به في النهر، وهي تظن إنها تقدم خدمة للَّه، فهل يصعب علينا تقديم بكور أوقاتنا للصلاة للَّه؟ وبكور عواطفنا ومشاعرنا له؟!
نزلت أيها الابن الوحيد إلى عالمي، وأنا بعد عدو،
وحملت صليب عاري، وأنا بعد عاصي وأثيم،
ومن أجلي اقتحمت ظلمة القبر والموت،
ونزلت إلى نيران الجحيم، لكي تحملني على منكبيك!
فماذا أفعل لأجلك يا كلي الحب؟!
(من كتاب أبونا تادرس يعقوب)