بقلم : قداسة البابا شنوده الثالث
وفى هذا المجال لا ننسى المثل الشائع القائل:
3- كل تأخيرة وفيها ِخيرة (أى خير):
ولعل المقصود به التأخير الذى سببه التفكير والتروي أو الإنتظار للإستشارة الحكيمة, أو الإنتظار لتدبير الوقت المناسب...
ولا نستطيع أن نقول إن هذا المثل سليم فى كافة الأحوال, فهناك أمور لا يكون التأخير فيها للخير. كالذي يتأخر فى علاج مرض, فتزداد خطورته ويصبح غير قادر للعلاج.
وأمور كثيرة جداً يكون التأخير فيها مضراً, حتى فى بعض الأمور المادية. مثل تأخير مشروع, حتى ترتفع الأسعار والأجور فتكون تكاليفه أكثر, ولا يكون التأخير فيه خيراً. وأيضاً التأخير الذى تضيع به بعض الفرص المتاحة.
نذكر بهذه المناسبة المثل القائل :
4- إضرب الحديد وهو سخن:
ذلك لأنه فى تلك الحالة يمكن طرقه وتشكيله. أما لو تأخرت حتى يبرد, يصعب ذلك العمل. ويضرب هذا المثل فى انتهاز الفرصة المناسبة
وهناك مثل آخر يحتاج إلى تعليق وهو:
5- إمشى سنه, ولا تخطى قنه (أى قناة):
ويضرب هذا المثل فى الحثعلى البعد عن الأخطار, ولو أدّى الأمر أن يتكلف الإنسان مزيداً من الوقت والجهد. أى أسلك فى الطريق الأكثر أمناً, ولو كان طويلاً. فلا تختصر المشوار بأن تعبر قناة ربما تسبب غرقك. حتى لو اضطررت أن تمشى سنة.
وطبعاً عيب هذا المثل أنه ضد الجرأة و المخاطرة, بزيادة الحرص! وما أسهل أن يعبر الإنسان بدون خوف أو خطر.