يحكي لنا ان بستانيا ذهب الي حديقته ذات صباح، فاذا بها ذابلة- صفراء الوجه! انقبض صدره، وعز عليه ان يري الجنة وقد صارت
خرابا00000فأخذ ينتقل من شجرة الي اخري يسألها الخبر، فلا تعطه جوابا0 فقد كانت الاشجار حزينة كسيرة القلب، وفي احد الاركان البعيدة، رأي الرجل زهرة صغيرة من زهور البنفسج، تنظر اليه معبرة وعلي وجهها نظرة الحياة0 فاقترب الرجل اليها سائلا عما جري للحديقة؟؟؟؟؟؟؟؟
قالت البنفسجة:كانت الحديقة عامرة زاهرة حتي ساعة قريبة0ثم مالبث ان دبت الغيرة بين اشجار الحديقة،فاكتأبت الاشجار جميعا-الواحدة بعد الاخري0
لقد اتقدت شجرة البلوط غيرة من اشجار الصنوبر لانها مرتفعة مثلها، وحنق الصنوبر واغتم،لانه لايحمل عناقيدا حلوة المذاق مثل الكروم،اما الكرمة فقد احنت رأسها الي الارض اسفا لانها ليست مستقيمة الساق مثل الخوخ،وهكذا اشعلت الغيرة نار الحقد،فأكلت الاشجار،وشوهت وجه البستان0
قال الرجل:للبنفسجة السمراءوكيف بقيت ناضرة باسمة وسط هذا الموت الاصفر؟
قالت البنفسجة:كانت النار تشتعل حولي ،ولكنها لم تدخل قلبي،فقد أمنت انك سيدي وصانعي0وعلمت انك اردتني ان اكون بنفسجة قاتمة اللون0واردت ان يكون موقعي في ركن بعيد في طرف الحديقة،لاتكاد تنظره العين،وقد اسعدني ان اكون مااراده سيدي،وان اقضي القصير حيث ارادني ان اكون
لذلك احتفظت بوجهي ونضرتي وابتسامتي000000
ان الغيرة لاتنفع،بل تؤدي به دائما الي طريق الهزيمة والفشل0والقناعة
تحمي صاحبها،وتملأ قلبه بالسلام،وتجعل حياته غنيه وخيره وفيرا
الغيرة كالنار تأكل صاحبها ولاتشبع ابدا0