كان الليل هادئا وانا امتطي جوادي في طريقي الي قرية باحدي مراكز المدينة، كنت استمتع بلسعة البرد الخفيفة بينما اتفكر فيما قاله لي بعض المقربين لي عندما عرفوا انني ساقوم الليلة بالذهاب الي هذه الفرية، كما تعودت في اول كل شهر، لكي اوصل بعض المرتبات الي اصحابها الذين اصبحوا في المعاش، خاصة وانني كنت اعمل صرافا باحدي المصالح0 لقد حاولوا بكل ماأتوا من قوة ان يمنعوني، خوفا من قطاع الطرقالذين انتشروا في تلك الايام؛ ولكنهم لم يثنوا عزمي ، فقد كنت اثق في الله القادر ان يحميني0
كنت معتادا ان اذهب الي تلك القرية في اول كل شهر ، وكنت احضر الاجتماع مع المؤمنين هناك، ثم اذهب لابيت عند والد زوجتي الذي يقطن تلك القرية0 كانت تلك هي عادتي، لذلك لم اعرف لماذا حاولوا منعي هذه المرة0
أخذت أرنم بصوت منخفض، وكنت أشعر بوجود الله معي، مما زاد من بهجتي وسلامي0 وظللت هكذا الي أن وصلت الي منطقة تزدحم بها الاشجار العالية، فاذ بي اشعر بخوف باغت يجتاحني00
ماهذا؟00يالهي000اني اشعر ان هناك خطرا يتهددني0 حاولت بكل طريقة ان اتغلب علي هذا الشعور المفاجيء، ولكنه كان يزداد قوة0 اذا فقد كان كل الذين حذروني علي حق، لذلك قررت ان ارتجل عن الجواد لكي اصلي0اتجهت الي شجرة كبيرة وربطت الجواد بها وركعت اصلي بصوت مسموع000000
يارب يسوع00انت الهي، فادي ومخلصي وراعي الامين000أحطني بذراعيك واحمني من كل شر يتهددني0000
انني ضعيف، ولو هجم علي احد قاطعي الطريق لانهي حياتي0000
اه يارب، تعامل انت مع قطاع الطرق الذين لم يعرفوك0000
عرفهم بشخصك وحبك وفداك000
بين يديك اترك نفسي، واعرف انها في امان كامل معك000
امين
قمت وحللت الجواد واستكملت طريقي وانا في غاية السلام والهدوء0
مرت علي هذه الحادثة سنتان تقريبا وانا مازلت علي عادتي في زيارة القرية، وذات يةم بينما كنت في زيارة القرية وكنت انا المتكلم في الاجتماع في تلك الليلة قام احد الشبان بعد انتهاء الخدمة وطلب ان يأذن له الاخوة ببضعة كلمات0
تعلقت الانظار بهذا الشاب الرقيق وهو يقول0000
منذ عامين كان هذا الرجل( واشار نحوي) يمتطي جواده وهو يحمل حقيبة المرتبات ، كنت انتظره خلف احدي الاشجار ، انتظرته طويلا الي ان ظهر من بعد، كنت احمل عصي انوي بها ضربه ضربه قوية تسقطه ، ثم اخطف الحقيبة التي معه واهرب بها0
وبينما كنت اتأهب للهجوم عليه، فوجئت به يقبل نحوي00يالهي000لابد انه رأني، وهو يقترب مني0000لابد معه اله حادة ينوي بها قتلي 0بينما ارتجف من هول المفاجئة ، وجدته ينزل عن جواده ويتجه نحوي، ولشده دهشتني وجدته يربط جواده في الشجرة التي انا مختبيء وراءها ثم رأيته يركع علي ركبيته ويصلي طالبا العنايه والرحمة لمن هم مثلي 0استمعت الي صلاته المؤثرة ولم اقو علي الحركة0
ما ان قام لحال سبيله حتي اجهشت بالبكاء ووقعت تحت تبكيت شديد لعمل الروح القدس، فظللت ابكي طوال الليل وانا اطلب من الله ان يغفر خطاياي ويعطيني حياة جديدة0 وقد قبلني الله ابنا له 0ومن يومها وانا احيا حياة كريمة ، وكل غرضي ان اخدم الرب وامجده في حياتتي0
جلس الشاب، ونظرت حولي، ورأيت الدموع تملا عيون الاخوة تأثرا وابنهاجا، حتي انهم اخذوا يعانقون بعضهم بعضا، ثم بدأوا اجتماعا اخر للشكر والسجود والتهخليل،استمر حتي منتصف الليل ، وهم يمجدون النعمة التي تتخطي كل الحدود لتصل الينا حيث نحن،في بعدنا وشرنا مهما عظم0
الخميس أغسطس 28, 2008 3:14 pm
