حدث ان واحدا من اتباع الديانة الهندوسية كان يتجول فى الحقول `وكان
يفكر مليا فى الاهتداء للمسيحية ` وكان مستعدا ان يتخذ هذا القرار الهام
فى الايمان ` ولكن بقى أمر واحد فى المسيحية يسبب له إزعاجا ،انه
التجسد . وبينما كان فى الحقول أخذ يتأمل ويفكر فى نفسه ويقول :"لماذا
اتخذ الله قرار التجسد وأتى الى العالم ؟ اما كان يكفى الله ان يعلن عن
ذاته من خلال الطبيعة والانبياء او اشخاصا اخرين دون ان يرسل ابنه
الوحيد الى العالم؟ " .
وفيما كان الهندوسى واقف يتامل `وقع ظله على واحد من الاكوام الكبيرة
التى يتجمع فيها النمل `وهذا أمر عادى معروف فى سهول الهند ولما شعر
النمل بالظل واقعا عليهم ` جرى النمل بسرعة نحو التلال .
كان الهندوسى يؤمن بحق الحياة ولا يجب ان يؤذى اى مخلوق ` فلما راى
النمل يعدو بسرعة بعيدا فى خوف شديد منه `قال فى نفسه " كيف يمكننى ان
احدثهم عن مشاعرى الطيبة تجاههم `واننى اتمنى ان اساعدهم باى وسيلة
ممكنة لا ان أسى اليهم " . وبينما كان يفكر بحماس شديد فى هذا
الموضوع ` اذ بفكر التجسد يخطر على باله .ان ياخذ الله جسدا فهذا يشبه ما
اريد الان ان افعله `ان اصير نملة كى اقدر ان اتكلم مع النمل
بلغتهم `لاجعلهم يعرفون اننى احبهم واننى اريد مساعدتهم وان لدى خطة
عجيبة لحياتهم . عندئذ ادرك الهندوسى لماذا صار الله انسانا .
يسوع كابن الله `كان يمكنه ان يدعو اثنتى عشرة ربوة من الملائكة لتهلك
صالبيه` لكنه ايضا كابن انسان كامل مثلنا `فانه لم يفعل ذلك `لكنه
تنازل وقبل ان يداس هو كالنملة ليظهر لنا اعماق محبته .
" وبالاجماع عظيم هو سر التقوى الله ظهر فى الجسد "