بقلم : قداسة البابا شنوده الثالث
أيضا من عناصر إكرام الوالدين: الطاعة والخضوع:
الطاعة والخضوع
إن الطاعة عنصر جوهري في إكرام الوالدين. ومن المفروض أن يطيعهما طاعة قلبية عن حب ورغبة في إرضائهما. وطاعة حقيقية ليست ظاهرية. وطاعة عن رضي بغير تذمر. وطاعة سريعة بغير تلكؤ. طاعة في غيبتهما وفي حضورهما. وأيضاً طاعة داخل وصية الله.
ولا تكون طاعة شكلية. فإن رفضا له طلباً. يظل يضغط ويلح. ويستمر في الضغط والإلحاح. وقد يتضايق ويحزن. حتي يسمع أخيراً كلمة الموافقة. فليلتقطها بسرعة قبل أن يسحباها. ويسمح لنفسه أن يقول "أنا طوال عمري لم أخالف والديّ. لم أفعل شيئاً بدون موافقتهما"! وهو يعلم أن الموافقة لم تكن من قلبيهما بل نتيجة ضغطه!
يحكي عن أحد الشبان أن أتي إليه أصحابه يدعونه للذهاب معهم إلي مكان ما. فاعتذر قائلاً "لا أستطيع لأن والدي أمرني بعدم الذهاب إلي هناك". فقالوا له "لا تخف. تعال معنا. وأبوك سوف لا يعلم". فأجابهم "نعم. يمكن أن أذهب دون أن يعلم أبي. ولكنني إن فعلت هذا. فإنني عندما أرجع لا أستطيع أن أرفع عينيّ في وجه أبي. بل سيملكني شعور بالخجل منه. لأني خالفت كلامه".
نقطة أخري في إكرام الوالدين. وهي الإعالة:
الإعالة
يجب أن يهتم الإنسان بوالديه. فيعولهما ويهتم بهما. ولا سيما في فترة الشيخوخة أو الضعف أو المرض أو العجز.
فكما اهتم بك والداك في صغرك. يجب أن تهتم بهما حينما يكبران ويصبحان ولا قوة لهما ولا قدرة!
أقول هذا بمناسبة إنشاء كثير من بيوت المسنين للآباء والأمهات
حيث كبر الأولاد. فمنهم من أكمل تعليمه. وحصل علي وظيفة في بلد بعيد. ومنهم من تزوج. وأصبحت حياة أحد والديه معه في بيت الزوجية تشكل ثقلاً علي زوجته لا تقبله. ومنهم من هاجر إلي الخارج.
وبقي الوالدان وحدهما. ثم توفي أحدهما. وأصبح الآخر بلا عائل.. وشكراً لبيوت المسنين التي ضمت أمثال هؤلاء.