[b]سامحينى يا امى[/b]

يحكى ان امرأه عوراء عاشت الحياه وقساوتها بعد رحيل زوجها .وقد خلف لها ولداً بلا سند مادى او معنوى.
وفى يوم قررت ان تزور ابنها فى المدرسةلتطمئن عليه.
وعندما عادت الى البيت لمحت مظاهر الحزن على وجه ابنها وحيدها .
سألته السبب:
فأجاب فى براءة لااريدك ان تأتى الى المدرسة.........
لقد سخر منك رفاقى وضحكو على عينك المقلوعة.....!!
لم تهتم الام كثيرا لملاحظة وحيدها معللة صراحته بعفوية الطفولة.
مرت الايام.....
والام تسقى وحيدها من نبع حنانها وعطاءها حتى غدا يافعا تفتخر به وتزهو بشبابه وتألقه..
ولكنه ظل فى كل مناسبه على ابعادها من حياته لخجله منها ومن عينها المقلوعه كى لايحرج بشكلها.
لكنها اكتشفت ان لاسبيل لإقناع ولدها بقبول عاهتها حين فضل الهروب منها وعنها .
آثر الدراسة فى أمريكا حيث يتحرر من أمه ،وانقطع حتى عن مراسلتها إلا قليلا عندما يحتاج الى المال أو المعونه ..؟!
.....مرت الايام......
سمعت الام ان ولدها تزوج ورزق بأبناء .هاجت عاطفتها واستجمعت ما تبقى لها من قوة ومال يعيناها على السفر اليه واحتضانه ،وتلتقى احفادها الصغار وقد ذاب قلبها حباً....!!
حملت ماحملت من هدايا وقصدت البلد البعيد, فتحت لها زوجه ابنها الباب ورحبت بها ترحيبا شديداً واسرعت الى زوجها تبشره بقدوم امه ....
خرج اليها ابنها متجهم الوجه ,بادرها فى فظاظه الولد العاق:لماذا لحقت بى الى هنا؟؟ألم اهرب منك؟؟
ماذا تريدين منى؟؟
كأنها صاعقه نزلت على رأس الام المسكينة،فقررت العوده الى بلدها.
مر الزمن......
عرف الولد قيمة الام والاب.فقرر العوده اليها.
ليستغفرها على فعلته.. قصد بيتها ليفاجأ عندما سأل الجيران عن أمه أجابوه: بأن امه قد فارقت الحياه قبل ايام قليله
لكنها تركت له رسالة:-
امسك الرساله بيد انتابتها رجفه الحسره,قرأ فيها:
ولدى الغالى:
يعز عليا أن افارق الدنيا دون ان اراك. لكن سأحكى لك حكايه
قد أخفيتها عنك عمراً ،عندما كنت صغيراً تعرضت لحادث مريع ذهب بعينك ولم يكن هناك بديل عن أن اهبك عينى ترى بها الدنيا ............!؟
أما انا فتكفينى عين واحده أرى بها وجهك الغالى ......

ربنا يعوض تعبك ويبارك خدمتك