"كيف تبدأ عاماً جديدا" لقداسة البابا المعظم الانبا شنودة الثالث .
" قلباً نقياً و روحاً جديدة" (خروج 26:36) نريد أن تكون هذه السنة الجديدة, جديدة فى كل شىء.
جديدة فى الحياة. فى الأسلوب. فى السيرة,فى الطباع...
يشعر فيها كل منا,أن حياته قد تغيرت حقاً إلى أفضل.و كما قال الرسول "الأشياء العتيقة قد مضت.هوذا الكل قد صار جديداً" (2كو 17:5)
هناك أشخاص يعترفون و يتناولون و يقرأون الكتاب و يواطبون على حضور الكنيسة و الإجتماعات الروحية و يمارسون كثيراً من وسائط النعمة.. و مع كل هذه الممارسات الروحية ,ضعفاتهم و نقائصهم هى هى.
مازالت لهم نفس الطباع و نفس العيوب و نفس الشخصية ...لو يتغير فى حياتهم شىئ.و تراهم اليوم كما هم بالأمس...لا فارق! و فى السنة الجديدة كما فى السنة الماضية...لا تغيير!
الأعتراف عندهم هو تصفية حساب قديم,ليبدأ حساب جديد بنفس النوع و بنفس الأخطاء و بنفس العيوب و النقائص و السقوط!
و نحن لا ننكر قيمة الأسرار الكنسية و فاعليتها لمن يسلك فيها بطريقة روحية سليمة.فبلا شك الإعتراف له عمله و التناول له فاعليته و حضور الكنيسة له تأثيره و لكن هؤلاء الأشخاص لم يأخذوا القوة الموجودة فى الأسرار إنما رأوها و جازوا مقابلها...!
و نحن نريد أن نستغل هذا العام الجديد لنعمل فيه عملاً لأجل الرب و يعمل الرب فيه عملاً لأجلنا؟. و نقول فيه:
كفى يارب علينا السنوات القديسمة التى أكلها الجراد.
تكفى السبع سنوات العجاف التى مرت علينا,بلا ثمر.
و لا داعى لأن تستمر الضعفات القديمة...
نريد أن نبدأ عهداً جديداً و حياة جديدة نفرح بك و بسكناك فى قلوبنا و تجدد مثل النسر شبابنا.فيهتف كل منا :إمنحنى بهجة خلاصك...قلباً نقياً أخلق فى يا الله.و روحاً مستقيماً جدد فى أحشائى.(مز 50)